أبحث عن..

Showing posts with label رسائل. Show all posts
Showing posts with label رسائل. Show all posts
no image
إلى ريم.. عن الخوف مرة أخرى

تعرفين يا ريم أن لدي أطنان من المخاوف، ولكن أسوأها على الإطلاق يتعلق بخوفي من نفسي. من حقيقة من أكون! من ما يمكن أن تفاجئني به نفسي وما يمكن أن أفعله دون وعي أو حين يخرج الوحش داخلي عن السيطرة. 

خوف

هل أخبرتك من قبل أن هاجسي الأعظم هو أن أزهق روحًا في فورة غضبي؟ يصنفني الناس كشخص هادئ. وأظنني كذلك، ولكن داخلي دائمًا مشتعل. أعتقد أنني مؤخرًا أصبحت أتحكم في غضبي كثيرًا، أزن الكلمات قبل أن تنطلق كرصاصة لا يمكن أن ترد، وأؤجل رد فعلي قدر الإمكان حتى تنقشع عن عيني غشاوة الغضب. ولكنني منذ زمن أعرف أن غضبي شيطاني لدرجة أنه كثيرًا ما أقضي ليالٍ كاملة عالقة في كابوس يتكرر بأشكال مختلفة عن تورطي في القتل في لحظة غضب يعقبها ندم طويل وشعور بورطة الغراب الآثم، القاتل الأول على وجه الأرض.

في الأيام الأخيرة تابعت مسلسلاً عن رجل أجبره مجرم ذو نفوذ على أن يتحول إلى قاتل متسلسل وإلا يقتل أسرته. راقبت خوف الرجل، الأب المحب والزوج العاشق، والصديق المخلص المسالم، وهو يتحول إلى قاتل، ليس فقط لأنه قتل ولكن لأنه تمكن من مواصلة حياته بشكل طبيعي كأنه لم يزهق عدة أرواح! 

راقبت رعبه وعدوه يخبره إن بداخله قاتل محترف وشيطان هو نفسه لا يعرفه، وهو يخبره أنه لا شك تلذذ وهو يردي ضحاياه في لحظة، بضغطة واحدة على الزناد.

أخاف يا ريم من الوحش بداخلي! الوحش الذي لا أعرفه، والوحش الذي أنكره! الأفكار الشريرة، خطط الانتقام الكاملة، الشماتة التي تتسرب لقلبي رغمًا عني، والغيرة التي تدغدغ قلبي أحيانًا وأخاف أن تتحول حقدًا يومًا ما. 

أخاف الوحش داخلي وأخاف أكثر من يجبرونني على إطلاق سراحه ويجبرونني أن أكون الشخص السيء الذي أكرهه وإلا لن أنجو. تمامًا كالمجرم الذي حول الأب الطيب لقاتل متسلسل فقط لينجو بحياته وحياة من يحب!

إلى ريم.. عن ندوب الروح
تسألين يا ريم عن ذاكرة ندوب الروح وأنا أفكر أي ندوب تحمل روحي؟ أشعر منذ زمن أن روحي مثخنة بجروح أعمق مما مررت به في حياتي. أفتش دائمًا عن "المأساة الكبيرة" التي جعلتني ما أنا عليه الآن: أحمل روح امرأة عجوز، أعجز عن الابتسام من قلبي وكل ما أنشده في حياتي هو الهدوء؛ ولكنني لا أجد سببًا يستحق كل هذا "الشيب" في روحي! 


أفكر أحيانًا في تناسخ الأرواح، في أنني ولدت بروح قديمة، مرت بحياة قاسية جدًا لا أذكر من تفاصيلها إلا الحزن الذي انطبع على الروح ذاتها. وأفكر في أحيانٍ أخرى أن مأساتي الكبيرة ربما هي أن ما مررت به لم يكن مأساة كبيرة. أن الخيبات والحزن والخوف لم يشبهوا غيمة تغطي مرحلة ما من حياتي وإنما تضفروا في ثنايا روحي بدقة، حى أصبحوا جزءًا أصيلاً من نسيجها.
أحيانًا أبكي لأنني لا أعرف أين الخلل؟ أضع نفسي مكان أمي وهي تشعر بحيرة حزينة لأجلي، لا تعرف ما خطبي؟ تراني ناجحة، موهوبة، وأعرف جيدًا ما أريد وأصل له. حققت كل ما أردت أن أحققه يومًا ولكنني تعيسة لسبب لا تعلمه! تقلق لأجلي لدرجة أنها تراني في أحلامها طفلة صغيرة تفلت من يديها وتتوه، تخبرني:"أحيانًا أنجح في العثور عليكِ وأحيانًا لا.. أعرف أنك لستِ بخير.. ماذا بك؟" لا أعرف أبدًا كيف أجيب، لا أعرف ما الخطأ أو للدقة، لا أعرف أي خطأ في حياتي يوجعني إلى هذا الحد.
أريد أن أعترف يا ريم، أنه حين تحكين في رسائلك ببساطة وعفوية عن بعض مما مررتِ به أنبهر بك، أنبهر بصلابتك الناعمة. أفخر بأنك مررتِ بكل هذا ولازلتِ هنا، قادرة على الكلام والحلم والضحك والتحليق كفراشة في حياة المقربين. قبلة لقلبك :* 

 إلى ريم..  رسالة قصيرة عن الحب

كان دائما لدي ذلك الحلم عن الحب يا ريم، أن أركب قطارا، ويراني أحدهم فيقع في حبي من النظرة الأولى لدرجة أنه يقرر تغيير محطة وصوله ليلحق بي.
كبرت وأدركت أنني أشبه أفلام توم هانكس، من الصعب الوقوع في حبي من النظرة الأولى، لكنني لازلت أحلم بأن يغير أحدهم لأجلي محطة وصوله وكل خططه فقط لنكون معًا. لا يكون معي فقط ﻷننا التقينا على ذات الطريق.
أتمنى أن يحبني أحدهم لدرجة أن أكون أكثر ما يريده في هذه الدنيا. أن يكتشف أنه اﻵن يعرف بدقة ما يريد. 
أن يحبني أحدهم لدرجة أن يلتقط لي عشرات الصور خلسة، وأن أكون في هذه الصور جميلة ليس فقط لأن من التقطها يحبني ولكن لأن جسدي يشعر بالاطمئنان والراحة في  وجوده لدرجة أنه لا يرتبك وينكمش أمام العدسة. 
 أحلم بهذا الحب الذي يجعل أحدهم يراني كما لم يرانى أحد قبله. لا ﻷن مرآة الحب عمياء وﻻ أي شيء من هذا القبيل، ولكن ﻷن تلك الكيمياء بيننا، أو ربما الحرارة، تجعل الوجه المرسوم بالحبر السري لكل منا يظهر في وجود الآخر.
أحلم يا ريم بالقبول غير المشروط، والحنان غير المشروط. بحب ﻻ يقبل التشكيك وﻻ يتركني للاحتماﻻت واﻷسئلة. وﻻ يهدده خطأ وﻻ غضب. بحب يزرع، بصبر، الطمأنينة في قلبٍ لم يعرف إﻻ القلق. 

أتمنى أن يحبني أحدهم لدرجة لا تجعله يراني أنانية حين أحلم بهذا الحب، وﻻ يجعلني أشك أبدًا في أنني أستحقه.
no image
"إيه دا هو أنا كده اخترت خلاص!" اتخضيت جدًا يا ريم وأنا بفكر فجأة في إني أخدت خلاص 3/4 القرارات المصيرية في حياتي. بقى عندي 30 سنة وغالبًا اللي جاي مش قد اللي راح زي ما بيقولوا! 
حسيت انه اتضحك عليا! أنا اخدت كل القرارات دي عمياني.. ماحدش قالي حاجة لأن ماحدش كان يعرف حاجة.. واللي يعرف ما قاليش! ويمكن لو كان قالي ماكنتش صدقت.
بصيت حواليا كده أدركت إن في ناس حواليا كانت بتتحرك بدقة تامة، ماشية على مسطرة ناحية أهداف محددة بالمللي، عارفة هتعمل إيه عشان توصل لإيه.. حسيت كأن حد غششهم سر اللعبة وما غششنيش ! 
طول عمري ببذل مجهود. مجهود كبير جدًا زي ما ربنا بيلهمني وزي ما ظروفي بتسمح.. وبتوفق دايمًا، بعترف إني محظوظة. لكن فجأة حسيت كأن كل اللي بعمله في حياتي ما بيوديش لأي مكان! 
كأني مشيت كتير جدًا ووصلت لقيت حارة سد أو طريق مقطوع! لا أنا فيّا حيل أرجع تاني، ولا عارفة حتى لو رجعت هروح فين! أو كأني في بحر، من كتر ما أنا تعبانة في التجديف عمري ما انبسطت بجماله وجمال رحلة جوا الماية! 
أنا بقالي فترة مصدومة ياريم كأني اكتشفت فجأة إن اللعبة اللي بلعبها مابتدينيش محاولات تانية. وكل الارتباك واللغبطة بتوع البدايات بدفع تمنهم. 
ساعات بحس إني ما بقتش عارفة أنا عايزة إيه لأني مابقتش عارفة نفسي.. وساعات بحس إني عمري أصلاً ما كنت عارفة أنا عايزة إيه.. أنا كنت بلغبط كده وخلاص زي ما تيجي.
أسوأ حاجة في اللي أنا حاساه دلوقتي، إني متأكدة إن كل دا مش غلطة حد.. وتاني أسوأ حاجة هي إنه للأسف مافيش تناسخ للأرواح وماعنديش أي فرصة أعيش حياة تانية..

الرسالة الثامنة إلى الغريب...

فكرت طويلاً في ما أريد أن أقول وفي ما أشعر، وحين قرأت هذه الرسالة لمي زيادة، التي وجهتها بالمصادفة لغريبها، وجدت أنها قالت كل ما يمكن أن يقال، لذا، أيها الغريب إليك هذه الرسالة التي كتبتها مي زيادة كما هي دون زيادة ولا نقصان:

أنا وأنت سجينان من سجناء الحياة وكما يُعرف السُجناء بأرقامهم يُعرف كل حي باسمه. وقد التقينا وسط جماعات المتفقين فيما بينهم على الضحك من سواهم حيناً، والضحك بعضهم من بعض أحياناً.

 

أنا منهم وإياك غير أن شبهك بهم يسوءني. لأني إنما أقلدهم لأريك وجهاً مني جديداً. وأنت، أتجاريهم بمثل قصدي أم الهزء والاستخفاف فيك طوية وسجية؟ ولكن رغم انقباضي للنكتة منك والظرف، ورغم امتعاضي للتغافل منك والحبور، أراني وإياك على تفاهم صامت مستديم يتخلله تفاهم آخر يظهر في لحظات الكتمان والعبوس والتأثر.

 

بنظرك النافذ الهادئ تذوقتُ غبطة من له عينٌ ترقبه وتهتم به. فصرتُ ما ذكرتك إلا ارتدت نفسي بثوبٍ فضفاض من الصلاح والنبل والكرم، متمنيةً أن أنثر الخير والسعادة على جميع الخلائق. 

 

لي بك ثقةٌ موثوقة، وقلبي العتي يفيضُ دموعاً. سأفزع إلى رحمتك عند إخفاق الأماني، وأبثّك شكوى أحزاني – أنا – التي تراني طروبةً طيارة، وأحصي لك الأثقال التي قوّست كتفي وحنت رأسي منذُ فجر أيامي – أنا التي أسير بجناحين متوجةً بإكليل.

 

و سأدعوك أبي وأمي متهيبةً فيك سطوة الكبير وتأثير الآمر، وسأدعوك قومي وعشيرتي، أنا التي تعلم أن هؤلاء ليسو دوماً بالمحبين. وسأدعوك أخي وصديقي، أنا التي لا أخ لي ولا صديق. وسأُطلعك على ضعفي واحتياجي للمعونة، أنا التي تتخيل فيّ قوة الأبطال ومناعة الصناديد.

 

و سأبيّن لك افتقاري إلى العطف والحنان، ثم أبكي أمامك وأنت لا تدري. وسأطلبُ منك الرأي والنصيحة عند ارتباك فكري واشتباك السبل. وإذ أسيءُ التصرف وأرتكب ذنباً ما سأسير إليك متواضعة واجفة في انتظار التعنيف والعقوبة. وقد أتعمّد الخطأ لأفوز بسخطك عليّ فأتوب على يدك وأمتثل لأمرك.

 

و سأُصلح نفسي تحت رقابتك المعنوية مقدمة لك عن أعمالي حساباً لأحصل على التحبيذ منك أو الاستنكار، فأسعدُ في الحالين. وسأُوقفك على حقيقة ما يُنسبُ إليّ من آثام، فتكون لي وحدك الحكم المنصف. وما يحسبه الناس لي فضلاً وحسنات سأبسطه أمامك فنبهني إلى الغلط فيه والسهو والنقصان.
ستقوّمني وتسامحني وتشجعني، وتحتقر المتحاملين والمتطاولين لأنك تقرأُ الحقيقة منقوشة على لوح جناني. كما أُكذّب أنا وشاية منافسيك وبُهتان حاسديك ولا أُصدق سوى نظرتي فيك وهي أبرُّ شاهد. كل ذلك وأنت لا تعلم !

 

سأستعيدُ ذكرك متكلماً في خلوتي لأسمع منك حكاية غمومك وأطماعك وآمالك. حكاية البشر المتجمعة في فرد أحد.

 

و سأتسمّع إلى جميع الأصوات عليّ أعثر على لهجة صوتك. واشرِّح جميع الأفكار وامتدح الصائب من الآراء ليتعاظم تقديري لآرائك وفكرك. وسأتبين في جميع الوجوه صور التعبير والمعنى لأعلم كم هي شاحبة تافهة لأنها ليست صور تعبيرك ومعناك.

 

و سأبتسم في المرآة ابتسامتك. في حضورك سأتحولُ عنك إلى نفسي لأفكر فيك، وفي غيابك سأتحول عن الآخرين إليك لأفكر فيك. سأتصورك عليلاً لأشفيك، مصاباً لأعزيك، مطروداً مرذولاً لأكون لك وطناً وأهل وطن، سجيناً لأشهدك بأي تهور يجازف الإخلاص، ثم أُبصرك متفوقاً فريداً لأفاخر بك وأركن إليك. وسأتخيلُ ألف ألف مرة كيف أنت تطرب، وكيف تشتاق، وكيف تحزن، وكيف تتغلب على عاديّ الانفعال برزانة وشهامة لتستلم ببسالة وحرارة إلى الانفعال النبيل، وسأتخيل ألف ألف مرة إلى أي درجة تستطيع أنت أن تقسو، وإلى أي درجة تستطيع أنت أن ترفق لأعرف إلى أي درجة تستطيع أنت أن تحب.

 

و في أعماق نفسي يتصاعد الشكر لك بخوراً لأنك أوحيتَ إليّ ما عجز دونه الآخرون. أتعلم ذلك، أنت الذي لا تعلم؟ أتعلم ذلك، أنت الذي لا أريد أن تعلم؟ 


الرسالة السابعة.. إلى الغريب


حين رأت البنت في فنجاني وجهًا يراقبني من بعيد في حب.. تمنيت أن تكون أنت.
وحين قال لي ذلك الرجل غريب الأطوار أن فرحة في الطريق إليّ.. تمنيت أن تكون سببها!
وحين اقتربت قليلاً أيها الغريب شعرت بذلك الاطمئنان الذي تحمل لأجله "أمل" كل جنون عبلة ـ الإبريلية التي أشبهها كثيرًا ـ وصخبها.

P.S: شكرًا على الونس

16 Mar. 2017 
ستة رسائل إلى الغريب..

"أيها البعيد كمنارة/ أيها القريب كوشم في صدري*"  كيف حالك؟
لم أعد أثق كثيرًا بذاكرتي الخربة هذه الأيام، ومع كل هذا اليقين الذي يملأني بأنك لي.. أود أن أحكي لك عن كل شيء كتمته لأن الحياة ليست بهذه البساطة.. ولأن كبريائي وحساسيتك يقفان بيننا.
أتمنى لو أنك أكثر جرأة لتتحدث، أو أني أكثر جرأة لأتحدث. ولو أننا لم نر من الحياة كل هذا القبح ليكبحنا الخوف لهذه الدرجة!
للمرة الأولى يملأني هذا اليقين بشيء ما. ولهذا أخشى أن يكون خذلاني فيك مفجعًا.
للمرة الأولى أشعر بهذا الانجذاب نحو شخص لا أكاد أعرفه. ترددت كثيرًا وكدت أكتب الحب ولكنني خجلت!
للمرة الأولى أيضًا أشعر أنني طفلة أمام أحدهم، ولكنني لست ضئيلة! أتحدث بحماس طفلة، بسذاجة طفلة وبخفة طفلة وتحتويني بابتسامتك كحضن أبٍ لم أعرفه أبدًا.
أنت مجهول وغامض لدرجة تستفزني، وأحبك. أشعر بالخوف أحيانًا لأنني لا أعرفك. وأشعر بالخوف من أن أعرفك. أحب أن تظل هكذا مجهول وجميل، وأحلم لو أنني حين أعرفك أجدك أجمل.
أحب هذه الخفة في روحك، ونظرة عينيك التي تفضح مزاجك. تلمع حين تضحك  أو تتحدث بعفوية، تنطفئ حين تصيبك الخيبة، ووجهك الذي لا يمكنك التحكم فيه وإخفاء مشاعرك خلفه. أشعر أنك تشبهني كثيرًا.
أحب إنصاتك ودهشتك. أحب أنك تشغلني، أنك تنتشلني من كل شيء وتجبرني أن أفكر فيك.. أحب أنك تتحكم بمزاجي وأخافك وقتها. 
أحب بساطتك، مزاحك الذكي، تذكرك للتفاصيل، وخوفك على مشاعر الآخرين أحب إيمانك بي، أو ما رأيته إيمانًا.
أحب أنك فجرت فيّ كل هذا الحب، وسأظل ممتنة لك حتى لو خانني يقيني بك.
1 June 2016

"أيها البعيد كذكرى الطفولة/ أيها القريب كأنفاسي وأفكاري*".. أفتقدك..
غضبت منك طويلاً وحاولت أن أقنع نفسي بأنك مجرد نزوة عابرة لكنك لم تمر كأي آخر. لازلت اؤمن أن خيطًا خفيًا يربطني بك.
يقترب أخرون فلا أرى سواك، ويتوددون فأحلم بك. وأنتظرك. لا أعلم لمتى.
11 Sep. 2016

"أيها البعيد كذكرى الطفولة/ أيها القريب كأنفاسي وأفكاري*".. أفتقدك.
أراجع أحاديثنا العابرة/ الانسيابية مرارًا، أبحث عن الغصّة فلا أجدها. لا أعرف أبدًا لماذا حلّ هذا الصمت الطويل؟ من زرع الألغام في هذه الحديقة؟
31 Jan.2017 

أيها الغريب.. هل تسمح لي أن أحبك كقطة؟ أنام قرب صدرك.. أصدر خرير الطمأنينة.. أخمش جسدك وكأنني أتحقق أنك لم تعد حلمًا.. أرسل لك قبلة عميقة بعينيّ.. وأترك لك، تمامًا كالقطة، مساحة لتتنفس؟
هل تسمح لي أن أشاغبك كقطة؟ أرتمي بحضنك لحظة وأهرب وأختبئ لحظة؟ أقاطع سهرة عملك.. أخبرك أنك تستحق في هذه اللحظة بعض الحب.. أيها الغريب... هل ستفهم جنوني؟ هل ستفهم أنني، بهذه الطريقة، أحبك؟
13 Feb. 2017

أيها البعيد.. لماذا، ونحن نحمل الوجع ذاته، لا تقترب؟ حدثني عنه فربما تجدني أفهمك! 
تقول سوزان عليوان "لديَّ صمتٌ كثير / وبنٌّ رائعٌ / واسطواناتٌ مجنونةٌ. أعرفُ أنّك تُحبُّها" وأنا أيها الغريب أملك الصمت ذاته ولكنني حتى لا أعرف أي الاسطوانات تحبها؟ أنا لا أعرف عنك إلا ما تجلبه عيناك من حزنٍ وراحة وبهجة، وصوتك المحمل بهذه المعجزات الثلاثة. 
أيها البعيد، اقترب قليلاً فربما تجد هنا، على بعد خطوتين منك، راحتك! 
25 Feb. 2017 

أيها الغريب هل تمر من هنا؟ في هذا العالم الافتراضي أنا كفيفة في غرفة شاسعة لا أملك سوى انتظارك وأنت رجل غامض بلا أثر ولا رائحة مميزة. هل يمكنك لو زرتني أن تتنفس بقربي؟
28 Feb. 2017 


(*) الاقتباسات من غادة السمان