أبحث عن..


"أيها البعيد كمنارة/ أيها القريب كوشم في صدري*"  كيف حالك؟
لم أعد أثق كثيرًا بذاكرتي الخربة هذه الأيام، ومع كل هذا اليقين الذي يملأني بأنك لي.. أود أن أحكي لك عن كل شيء كتمته لأن الحياة ليست بهذه البساطة.. ولأن كبريائي وحساسيتك يقفان بيننا.
أتمنى لو أنك أكثر جرأة لتتحدث، أو أني أكثر جرأة لأتحدث. ولو أننا لم نر من الحياة كل هذا القبح ليكبحنا الخوف لهذه الدرجة!
للمرة الأولى يملأني هذا اليقين بشيء ما. ولهذا أخشى أن يكون خذلاني فيك مفجعًا.
للمرة الأولى أشعر بهذا الانجذاب نحو شخص لا أكاد أعرفه. ترددت كثيرًا وكدت أكتب الحب ولكنني خجلت!
للمرة الأولى أيضًا أشعر أنني طفلة أمام أحدهم، ولكنني لست ضئيلة! أتحدث بحماس طفلة، بسذاجة طفلة وبخفة طفلة وتحتويني بابتسامتك كحضن أبٍ لم أعرفه أبدًا.
أنت مجهول وغامض لدرجة تستفزني، وأحبك. أشعر بالخوف أحيانًا لأنني لا أعرفك. وأشعر بالخوف من أن أعرفك. أحب أن تظل هكذا مجهول وجميل، وأحلم لو أنني حين أعرفك أجدك أجمل.
أحب هذه الخفة في روحك، ونظرة عينيك التي تفضح مزاجك. تلمع حين تضحك  أو تتحدث بعفوية، تنطفئ حين تصيبك الخيبة، ووجهك الذي لا يمكنك التحكم فيه وإخفاء مشاعرك خلفه. أشعر أنك تشبهني كثيرًا.
أحب إنصاتك ودهشتك. أحب أنك تشغلني، أنك تنتشلني من كل شيء وتجبرني أن أفكر فيك.. أحب أنك تتحكم بمزاجي وأخافك وقتها. 
أحب بساطتك، مزاحك الذكي، تذكرك للتفاصيل، وخوفك على مشاعر الآخرين أحب إيمانك بي، أو ما رأيته إيمانًا.
أحب أنك فجرت فيّ كل هذا الحب، وسأظل ممتنة لك حتى لو خانني يقيني بك.
1 June 2016

"أيها البعيد كذكرى الطفولة/ أيها القريب كأنفاسي وأفكاري*".. أفتقدك..
غضبت منك طويلاً وحاولت أن أقنع نفسي بأنك مجرد نزوة عابرة لكنك لم تمر كأي آخر. لازلت اؤمن أن خيطًا خفيًا يربطني بك.
يقترب أخرون فلا أرى سواك، ويتوددون فأحلم بك. وأنتظرك. لا أعلم لمتى.
11 Sep. 2016

"أيها البعيد كذكرى الطفولة/ أيها القريب كأنفاسي وأفكاري*".. أفتقدك.
أراجع أحاديثنا العابرة/ الانسيابية مرارًا، أبحث عن الغصّة فلا أجدها. لا أعرف أبدًا لماذا حلّ هذا الصمت الطويل؟ من زرع الألغام في هذه الحديقة؟
31 Jan.2017 

أيها الغريب.. هل تسمح لي أن أحبك كقطة؟ أنام قرب صدرك.. أصدر خرير الطمأنينة.. أخمش جسدك وكأنني أتحقق أنك لم تعد حلمًا.. أرسل لك قبلة عميقة بعينيّ.. وأترك لك، تمامًا كالقطة، مساحة لتتنفس؟
هل تسمح لي أن أشاغبك كقطة؟ أرتمي بحضنك لحظة وأهرب وأختبئ لحظة؟ أقاطع سهرة عملك.. أخبرك أنك تستحق في هذه اللحظة بعض الحب.. أيها الغريب... هل ستفهم جنوني؟ هل ستفهم أنني، بهذه الطريقة، أحبك؟
13 Feb. 2017

أيها البعيد.. لماذا، ونحن نحمل الوجع ذاته، لا تقترب؟ حدثني عنه فربما تجدني أفهمك! 
تقول سوزان عليوان "لديَّ صمتٌ كثير / وبنٌّ رائعٌ / واسطواناتٌ مجنونةٌ. أعرفُ أنّك تُحبُّها" وأنا أيها الغريب أملك الصمت ذاته ولكنني حتى لا أعرف أي الاسطوانات تحبها؟ أنا لا أعرف عنك إلا ما تجلبه عيناك من حزنٍ وراحة وبهجة، وصوتك المحمل بهذه المعجزات الثلاثة. 
أيها البعيد، اقترب قليلاً فربما تجد هنا، على بعد خطوتين منك، راحتك! 
25 Feb. 2017 

أيها الغريب هل تمر من هنا؟ في هذا العالم الافتراضي أنا كفيفة في غرفة شاسعة لا أملك سوى انتظارك وأنت رجل غامض بلا أثر ولا رائحة مميزة. هل يمكنك لو زرتني أن تتنفس بقربي؟
28 Feb. 2017 


(*) الاقتباسات من غادة السمان