أبحث عن..

Showing posts with label باب أخضر للهاوية. Show all posts
Showing posts with label باب أخضر للهاوية. Show all posts
د.ياسر قنصوة يكتب عن "باب أخضر للهاوية"

رواية باب أخضر للهاوية ـ رواية سارة درويش ـ ياسر قنصوة
وإذا جاءك الفرح مرة أخرى، فلا تذكر خيانته السابقة.. ادخل الفرح... وانفجر!! (محمود درويش) هذا ما حاولت القيام به بطلة الرواية في "باب أخضر للهاوية". في عالمها الواقعي لم يكن هناك ما يجلب فرصة للفرح إلى أن جاءت اللحظة عبر عالم افتراضي، حيث يختبئ قناع الفرح وراء حدوتة تسلب العقل: "عرفتك الآن فقط.. كم أنتِ فتاة مدهشة". الفتاة المدهشة التي تعودت الوقوف في المنتصف دائمًا، قرأت العنوان على حسابها ليصبح العنوان الحقيقي للقصة بأسرها. فتاة المنتصف أخذت العبارة إلى فضاء الفرح لتدخل عالم الاحتمالات بحثًا عن جرح طازج يعالج تلك الجروح السابقة بندباتها المميتة. تريد دمًا طازجًا جديدًا يبعث على الإحساس بالحياة. تذكرت بيت شعري يقول: "أشتري الحب بالعذاب.. أشتريه فمن يبيع؟ 

في العالم الافتراضي يكون استثمار العواطف والأحاسيس الأكثر حضورًا في المشهد الافتراضي. ولعل فرضية اسم "عمر" دالة على "العمر" أي السنوات الخاسرة من الرحلة، في انتظار سنوات الربح المأمول. أتذكر عبارة الشاعر الألماني هولدرلين: "عندما ترى الجحيم على الأرض فإنها محاولة صنع الإنسان جنته". من يستطيع أن يلوم صاحبة الرواية (البطلة) في حلمها بالجنة الموعودة أيًا كانت الظروف والاحتمالات والنهايات؟ 

استطاعت "سارة درويش" بأسلوب أخاذ أن تشركنا في اللعب، واللعب هنا هو الفضاء الحر للعقل الإنساني. اتفقت معنا على اللعب وعشنا معها حماس اللاعب النشط في الفوز، لكن كنا نعلم نهاية المباراة، ومع ذلك وصلنا إلى درجة من المتعة والعذاب إلى حد أن يحاول كل منا، وهو يعلم مقدمًا النتيجة، أن يفتح بابًا  أخضرًا للهاوية".


د.ياسر قنصوة 

أستاذ الفلسفة ورئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة طنطا 

قراءة الناقد زكريا صبح في رواية باب أخضر للهاوية
رواية باب اخضر للهاوية ـ باب أخضر للهاوية ـ رواية سارة درويش ـ زكريا صبح
كن حذرًا ولا تقُل لفتاة كلمات عابرة لا تُلقِ لها بالًا وتمضِ؛ فإنك لا تعرف ماذا تفعل كلمة أو جملة من سبع كلمات في نفس فتاة عطشى لكلمات الحب، إياك أن تقول لفتاة تحادثها عبر الشات في أيٍّ من برامج التواصل الاجتماعي: «عرفتكِ الآن فقط، كم أنتِ فتاة مدهشة!».  فإن هذه الكلمات رغم بساطتها، وربما تكون من باب المجاملة؛ فإنها قد تصادف فتاة مثل ندى حلمي، التي مضى بها العمر شاعرة بالغبن وعدم الاهتمام، حياة خالية من مغامرات الحياة العادية وبالضرورة هي حياة جافة خالية من المغامرات العاطفية؛ لذا كن حذرًا فإن جملة مثل هذه الجملة أوردت ندى حلمي المهالك؛ فراحت تبحث عن صاحبها؛ لأنه استطاع أن يمس وترًا كاد ينقطع وقلبًا كاد يجف. 

لم تكن هذه الجملة سببًا في الحالة الدرامية التي عاشتها ندى طوال أحداث الرواية، بل كانت ركنًا ركينًا في بناء الرواية، فلولاها ما عرفنا الحالة النفسية المتردية لندى ولا خبرنا طرفًا من حكايتها التي حزنا لها. رحلة بحث ومتابعة لشخص استطاع أن يلعب على وتر غاية في الحساسية مع فتاة أشد حساسية وأشد شفافية، فتاة تعيش على سجيتها تصدق ما يقال لها؛ لأنها لا تعرف معنى الكذب.  

رحلة طويلة من اللعب الفني الذي مارسته الكاتبة سارة درويش بفنية عالية على صفحات الرواية التي اقتربت من ثمانين صفحة بعد المئة، قدرة سردية تتسم بالبساطة التي تقود إلى السلاسة؛ بحيث تستطيع التهام الرواية في جلسة طويلة بعض الشيء، ولكنها في النهاية جلسة واحدة، ستنتقل من فصل إلى آخر وأنت تبحث مع ندى عن ذلك الذي راح يلعب معها أو يلعب بها، ستحزن لضعفها وستسعد لاقترابها من حل اللغز، حتى نصل مع ندى إلى نهاية رحلتها أو ربما لبداية رحلة جديدة تكون بداية لحياة جديدة قد تعلمت من سابقتها ألا تبدو ضعيفة هشة تدغدغ مشاعرها أبسط الكلمات. 

رواية باب اخضر للهاوية ـ باب أخضر للهاوية ـ رواية سارة درويش
 تعجبني الكاتبة التي تعالج في كتابتها قضايا عصرية شائكة، والقضية هنا ليست من القضايا التي تمر مرور الكرام؛ لأن الكاتبة اخترقت منطقة تكاد تكون من المناطق الشائكة المسكوت عنها، قضية السوشيال ميديا أو وسائل التواصل الاجتماعي وما يحدث فيها من عمليات نصب وكذب وخداع، وليس أشد من الكذب والخداع والنصب على المشاعر الإنسانية، قضية ربما نكون جميعًا قد تعرضنا لها، رجالًا ونساءً؛ فليس الأمر مقتصرًا هنا على خداع رجل لامرأة، ولكن قد يمتد أيضًا لخداع امرأة لرجل بالكيفية نفسها.  

اختارت الكاتبة الراوي مشاركًا متكلمًا بضمير الأنا، وقد وُفِّقت أيما توفيق في ذلك، لقد كانت ندى متحفزة بما يكفى لأن تتكلم عن نفسها بعد سنين طويلة من الصمت والانطواء والانزواء، لقد كان شعورها الدائم بأنها فتاة عادية لا ينتبه لها أحد سببًا رئيسًا لأن تجعل منها الكاتبة راوية لقصتها؛ فليس أجدى ولا أنفع ولا أشد أثرًا من ضحية تحكي حكايتها، وكأن بهذه البطلة وقد أخذت فرصتها للحديث عن نفسها فلم تفلتها. 

استطاعت الكاتبة بمهارة فائقة أن تجمعنا وتجعلنا جلوسًا في حضرة الضحية، حيلة سردية ذكية لم نكن لنقبلها في رواية أخرى متعددة الشخصيات، فالقارئ في العادة يمل سماع الصوت الواحد متكلمًا عن نفسه وعن الآخرين في وقت واحد، ولكن في حالة ندى جلسنا نستمع في خشوع ومتألمين معها ولها. 

 ربما سيصف البعض هذا العمل بأنه كتابة نسوية؛ الكاتبة امرأة، والبطلة امرأة، والقضية تمس المرأة بشكل مباشر. لكني قد أختلف مع رأي كهذا؛ لأن الكاتبة لم تُثِر القضية بوصفها قضية نسوية، ولكن بوصفها قضية اجتماعية شديدة الخطورة تخص الرجال والنساء على حد سواء.

 ربما كان الخط الفاصل بين الوعظ والفن دقيقًا للغاية، فرُب قضية مثل قضية هذه الرواية وفحواها العلاقات الشائعة بين الرجال والنساء وما يترتب عليها من آثار مدمرة على الأشخاص والبيوت، أقول ربما كانت قضية كهذه تصلح لأن تكون وعظًا مباشرًا على منبر أو في برنامج إذاعي أو تليفزيوني، لكن الكاتبة كانت منتبهة لذلك جيدًا، فإن النتيجة التي وصلتنا عن طريق الفن كانت أشد تأثيرًا في نفس القارئ من خطبة يسمعها من فوق منبر.
 الكاتبة نأت بنفسها تمامًا عن الوعظ المباشر وطرحت القضية عبر حبكة فنية رائعة، رجل يدغدغ مشاعر امرأة متلهفة لكلمة أو لفتة أو إشارة أو هدية أو كلمة شكر تشعر من خلالها أنها مرئية ومحط أنظار الآخرين، بالمناسبة قد يشعر الرجل الشعور نفسه ويتلهف اللهفة نفسها لكلمة تُشعِره أنه محط أنظار الآخرين، تتلقف الكلمة وتمضي باحثةً عنه منتظرة ظهوره من خلال رسائله التي تعيد لنفسها التوازن، وعندما يختل توازُنها تبحث عن معالج نفسي، وتكشف له عن تفاصيل علاقتها بذلك الذي أحبته (عمر هادي)، ثم تكتشف في النهاية أن صدمة جديدة بانتظارها، في حبكة درامية شديدة البراعة، كانت الكاتبة تنتقل بنا من مرحلة إلى أخرى بخفة ورشاقة ولهاث للوصول إلى حقيقة ذلك الذي خطف قلب ندى. 
 ربما كان من أسباب جمال الرواية قدرة الكاتبة على الاستيطان النفسي للبطلة، والوصول إلى أغوار عميقة من نفس مضطربة قلقة؛ لأنها لم تجد مَن يشعر بها، أو يمنحها الحب.

 قلت إن النتيجة التي قد نصل إليها بعد معايشة مأساة البطلة أن تُحذِّر كل النساء من معسول الكلام الذي يلقيه الرجال كيفما اتُّفِق لا يعلمون ما تصنع كلمة واحدة في نفس امرأة، وفي المقابل ربما كانت الرسالة غير المباشرة التي تلقيتها كوني رجلًا ألا أندفع مطلقًا في إرسال رسائل تحمل وجوهًا عدة، أو كلمات توحي بشيء لا أقصده، أو استدراج متلهفة لكلمات الحب، أو نسج شباك الغرام استعراضًا لفحولة كلامية، وددت لو كتبت الكاتبة اهداءً آخر في صدر روايتها موجهًا للرجل تقول فيه: «إلى كل رجل يفكر في خداع امرأة بمعسول الكلام، انتبِه فقد تصبح مجرمًا من حيث لا تعلم».

لأن الفن رسالة؛ فإنني ممن يبحثون عن الرسالة داخل العمل، ولست مكابرًا حتى أُنكِر أنني تعلمت أشياء مهمة من هذه الرواية. تعلمت أن الكلمة التي نقولها أحيانًا على سبيل المزاح والمراوغة قد تودي بحياة امرأة شديدة النقاء والبساطة. 
 وتعلمت أن المرأة لا تحتاج من الرجل إلا كلمات صادقة تُشعِرها بوجودها. تعلمت أن المرأة في حال ضعفها قد تغفر وتعفو، ولكنها أبدًا لا تنسى.
 تعلمت أن المرأة أحيانًا كثيرة تُعامِل الرجل بوصفه أكبر من الغيرة أو أكبر من أن يحتاج إلى كلمات الحب مثلها تمامًا. 

 تعلمت أن التوقع المُبالَغ فيه قد يكون سببًا في صدمة الطرف الآخر إذا لم يجده، لن أنسى مشهد الهدية التي أحضرتها ندى لزميلها التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الارتباط به، كانت تتوقع فرحة وتقديرًا وامتنانًا كبيرًا، لكنه طعنها بسؤاله عن ثمن الهدية، أيُّ لجاجة هذه وأي تنطُّع؟! 

جاءت اللغة سلسلة عذبة فصيحة في الرواية، باستثناء بضع كلمات في إطار حوار دارج بلهجة عامية، سلاسة اللغة كانت من أكثر عوامل وصول المعنى والاندماج مع معاناة البطلة.   

استطاعت الكاتبة الاحتفاظ بالمفاجأة حتى الأسطر الأخيرة في دلالة واضحة على مفهوم اللعب الذي هو جوهر الفن، فإن كل ما تعلمناه لم يكن أبدًا مباشرًا، بل جاء في إطار لعبة فنية رائعة احتفظت لنا فيها الكاتبة بالمتعة كما استبقت لأنفسنا فيها الأثر النفسي والدرس الحياتي. 

 باستثناء بعض الهنات اللغوية التي في غالبها بسبب لوحة المفاتيح، استمتعنا بلغة خالية من الأخطاء النحوية والصرفية. 

 لم يتبقَّ لي في هذه المداخلة إلا الإشادة بجمال العنوان (باب أخضر للهاوية)، وستعلم سر جمال العنوان عندما تعرف أن الباب الأخضر ليس إلا الموقع الأخضر الإلكتروني الذي تلقت منه البطلة رسائلها الملغزة، وأن الهاوية في الاستماع لصوت الجوع العاطفي الذي أوردها المهالك.

مقال الكاتبة والناقدة إيمان الألفى عن رواية باب أخضر للهاوية

يدهشك العنوان ويثير فضولك؛ لتتعرف ذاك الباب المؤدي للهاوية. على الرغم من  وضاءة لونه. وربما يساورك القلق والتساؤل كيف أن الأخضر وهو أكثر الألوان بهجة وتعبيرا عن الديمومة والحياة اليانعة. كيف يكون بابا للهاوية؟ تقودك سارة درويش من يدك وتوقفك إلي جانبها لتريك بأم عينك كيف أن هذا الباب الأخضر لم يكن إلا بابا للجحيم دلفت منه ندى بطلة قصتها التي برعت الكاتبة في التركيز جدا علي تفاصيل حالتها النفسية. ربما لتبرر لنا تصرفها الذي تعرفه جيدا فهي من صنع الشخصية وأنشأها وصانع الشئ أدري به.

وقد يكون سلوك الشخصية معيبا ومنتقدا مني أو منك أو من أي كائن من كان تحت مظلة القول (إيه اللي وداها هناك) وربما تتعاطف معها فتقول في نفسك لست وحدك يا ندى. ولن تكوني آخر من يقعن في مثل هذه الهاوية. فندى التي صنعتها سارة درويش علي عينك فوق السطور ببراعة فائقة وبحرفية كاتب يعرف ما يفعل جيدا...

فتلك الفتاة العادية جدا والتي تتماثل حالتها مع الكثير من الفتيات اللائي يشعرن بنقص في حياتهن ويسعين بكل ما أوتين من قوة في البحث عن علاقة عاطفية تروي الظمأ وتعد بحياة مثيرة وشائقة. لكم تعاطفت معها ووقفت متحفزة ومتأملة أمام كل رسالة تأتيها من هذا المجهول. الكثيرات ينتظرن مثل هذه الرسالة (ادن مني يا علة روحي)... لو أرسلت هذه الرسالة علي جبل من الجليد لصهرته فكيف بفتاة رقيقة وهشة مثل ندى؟

فبالرغم من اعتقادها  بكونها فتاة عادية وغير مرئية. إلا انها اقتنعت بكونها وبكل تأكيد محل اهتمام وتقدير هذا المجهوول.

تري ما الذي كان ينقص ندى لتبحث بكل اصرار عن قصة... عن باب تطل منه علي حياة لم تجن منها الا انهيارا عاطفيا في النهاية؟؟

لاينسيني الاستغراق في سرد تفاصيل الحبكة الدرامية التي صاغتها الكاتبة باقتدار يتناسب مع استخدامها لضمير الفاعل وتتكلم بصوت ندى نفسها وكأنها تكتب لنا مذكراتها الشخصية. فقد جاء ذلك مناسبا جدا مع الجو النفسي للبطلة التي قذفت بنفسها في المجهول لتعد نفسها بحياة أجمل وأكثر إثارة وتشويق. لا يسعني الا تقدير جهد الكاتبة وتمني مزيد من مثل هذه الكتابات المميزة.




قراءة في رواية باب أخضر للهاوية ـ بقلم فاطمة كرم
 تنويه:  المراجعة فيها كشف للأحداث 

"باب أخضر للهاوية" عنوان لافت جدًّا ومعبر عن فحوى الرواية، مثل الغلاف الجميل، ندى في الظل بين ألسنة اللهب واحتراقها الذاتي بتلك الرسائل.

فكرة الرسائل المجهولة منعشة جدًّا في عالم الأدب والأفلام، أحببت منها رواية مثل: "نسيم الصبا" وفيلمي المفضل:  you have got mail. لكن في الواقع على العكس توترني الأبواب المواربة، ورسائل الغرباء الغامضة كما حدث معي منذ بداية الرواية كنت أتتبع ندى بخوف حقيقي على ما ستواجهه في النهاية، سارة درويش مدهشة في جعلي أتوحد مع أبطالها، حدث لي هذا من قبل في قصة: "مقتل امرأة عادية" تعاطفت جدًّا مع البطلة، وكنت أكتب لسارة في تعليقاتي المتكررة على الفيسبوك، رجاء أن تكون على قيد الحياة رغم تأكيدها من البداية أنها رحلت بالفعل.

"باب أخضر للهاوية" رواية شيقة ومؤثرة جدًّا أنهيتها في جلسة واحدة دون انقطاع إلا قيلولة خاطفة وبعض العمل أديته وأنا أفكر: "ثم ماذا بعد؟"، رغم رقة عبارات عُمر، وذكاء تفاصيل رسائله التي أحببتها، لكنني كنت أنفر من شخصيته الغامضة منذ البداية، سارة جعلتني أرى حقيقته، وأنه مجرد فخ، و stalker حتى لو زينته ندى بتعطشها للاهتمام، والملاحظة .

"ادنِ مني يا علة روحي"

عمر كانت روحه معتلة فعلًا، ونقطة قوته الوحيدة أمام ندى كانت المعرفة التي قرصنها من خلال موقع الجلسات النفسية، سكبت أمامه نقاط ضعفها، وبمتابعة لحسابها استطاع إكمال النقاط الناقصة.

هو حقق  لندى-دون قصد- حلمًا قديمًا عند أغلب الفتيات مغروس في جيناتهن عبر التاريخ بوجود هذا الفارس النبيل، صاحب الكلمات الرشيقة، والمنطق المدهش، والحنان الدافئ، مع علة فؤاده التي نمت داخله في اغترابه عن فتاته قبل أن يلتقيها ويزول كدره عندما تسقيه الترياق بيديها النبيلتين، ثم تطمئن قربه، وتمنحه قلبها دون ندم، فهذا النبيل ماذا سيفعل بها أو معها إلا قصة غرام أسطورية غاية الاكتمال؟!

كنت مشفقة على ندى من لحظة الفراق؛ لأنها منحته كل المساحة كي تنمو تفاصيله داخلها وتشتبك بخلاياها. 

وعندما لجأت إلى مساعد نفسي مجددًا بعد أن وجدت هذه الحسابات المزيفة التي يمتدح بها نفسه، وينتقد بها الكتاب الآخرين، كنت في سري أخبرها أنها في حاجة إلى محقق، أو شرطي لو أرادت المضي في كشفه للنهاية.

لكن لو كنت المحقق بجانب ما جمعته ندى من معلومات كنت سأسأل ما دافع الجر يـ  ـمة؟

 خلال فترات الغياب، والعودة كنت متوقعة ابتزازه لندى، وضغطه عليها كي تقدم تنازلات عاطفية تجاهه؛ لكنه والحمد لله لم يفعل!

 صراحةً ندى كانت محظوظة في قصتها؛ لأن المخـ  تـل عُمر كان أضعف، وأجبن، وأكثر تذبذبًا من معرفة غايته منها، خلال خصام وصلح وعواصف الزعل وشهد المصالحة، وهي تمنحه هذا الحجم الهائل في مخيلتها بينما هو في الحقيقة مجرد ضئيل لا يعلم ماذا يفعل؟!

ندى كانت تمنح كلماته، وألغازه، وأشعاره وقعًا وصدى، ودونها كان سيظل بلا هذا الوهج، مساعد خامل في النوبتشية يتلقى التوبيخ من الطبيب العجوز، بينما يحسده على مكانته، ويخـ تلـ ـس منه وجاهة تخيلية بانتحاله لشخصيته على هذا الموقع.

كانت تصف رسائله بالشريط الوردي حول رقبتها، أو الكرة التي يرميها للكـ لب، أو حيوانه الأليف، لكن عقلها هو ما منح هذا الرجل المتهالك النكرة هذه السلطة، كان أجبن حتى من الطمع فيها، يراها أعلى وأقدر منه على كل شيء، ويعترف لها بذلك مرارًا، فقد كان الألم يشطرها ورغم هذا تتقدم في عملها بينما هو محلك سر في مكانه بصحبة عقله البائس، وخططه المظلمة، رغم إنجازه الأدبي، وشهرته إعلاميًّا لكن داخله غاية في التقزم.

سارة كانت بارعة في تصويره كآفةٍ تمتص روح ندى ولا يوجد منطق لبقائها معه، وفي نفس الوقت تجعلني أشعر بمنطقية تأثرها به، وتغلغله الساحر، والمؤلم داخل روحها، ورغم أنها أخرست أفكاره، وأكاذ يـ  ـبه الشخصية إلا بما يظهره أمام ندى؛ لكنها سربت لنا حقيقته من خلال صمته عند نقاط مفصلية كانت أوضح حتى من تبريره الشخصي فيما بعد، كانت ندى شُجاعة، تُقيم الدنيا، ولا تُقعدها كي تعلم الحقيقة، وتتخيله بين أزواج شقيقاتها، وتحاول حشره دون جدوى في الصورة، بينما هو مختبئ كالفأر المرتعب.

لعبة المعالج النفسي كنت صراحة أجد في كلامه بعض المنطق لكنه أيضًا لم يُرِحْني خاصة عندما صار شريكًا في اللعبة يُعلمها الكر، والفر؛ وكأن علاجها، واستقرارها منوط بعلاقة غامضة وغير مستقرة، وبعدما وضعها في قائمة الاستشارة المجانية، تلبستني روح الكبيرة أوي وهي بتقول: "كنك مش مظبوط ياض".

أشعر أن المراجعة مشتتة ربما لأن قلبي لا يزال متألمًا جدًّا من أجل كل ندى، أتمنى لها التعافي من مسلسل الخد اع الذي زجت نفسها به وعزائي أنها كشفته بنفسها، وكانت تحاصره طوال الحكاية- دون أن تدري- في مصـ يدة شديدة الضيق بينما تظن هي العكس.

(وفي الجـ حـ $يم متسع للأوغـ..$ اد، ويوعدك بلغز يخـ  رم دماغك يا عُمر، رغم إنك كنت stalker مجتهد وشاعر وإعلام وألغاز لو استغليت ذكائك وذاكرت في الثانوية كان زمانك دكتور بجد لكن تلاقي الألغاز شغلاك من بدري ومش عارف تركز 🙂🙄)

السطر الأول/ الأخير في الرواية هو ما جعلني ساخطة جدًّا على عمر لا لشيء إلا أنه سيتجاوز مع ضحـ يـ ته الجديدة ما أخفق فيه مع ندى كالقــ ا تل المتسلـ ـسل دائمًا جريـ مــ ته الأولى يكون فيها الكثير من الأخطاء، ثم تصبح جرائمه أكثر إتقانًا بدون أدلة في المرات اللاحقة.

شكرًا يا سارة على الرواية الجميلة والشيقة، في انتظار عملك القادم بفارغ الصبر، أنا بحبك وبحب قلمك؛ لأنه سلس، وصادق ويجعلنا نرى آلام الناس وكأننا داخل قلوبهم، هناك اقتباسات توقفت عندها طويلًا جدًّا، وسأضع بعضها مع المراجعة هنا.


بقلم الكاتبة فاطمة كرم

اقتباسات من رواية باب اخضر للهاوية ـ سارة درويش

اقتباسات من رواية باب اخضر للهاوية ـ سارة درويش

اقتباسات من رواية باب اخضر للهاوية ـ سارة درويش

اقتباسات من رواية باب اخضر للهاوية ـ سارة درويش

اقتباسات من رواية باب اخضر للهاوية ـ سارة درويش


أماكن توزيع رواية باب أخضر للهاوية


لو انت من القاهرة أو أي محافظة تقدر تطلب رواية "باب أخضر للهاوية" من دار المصري للنشر والتوزيع - Elmasry Publishing عن طريق خدمة التوصيل على رقم الواتساب 01559263088 أو رسائل الصفحة


الرواية موجودة في القاهرة الكبرى في:

مدينة نصر
مكتبة الميكروفون (ڤيلا 7 ش وهران ، متفرع من ش الطيران ، أمام مدرسة مدينة نصر الخاصة ، خلف معهد فتيات مدينة نصر ، بالقرب من جنينة مول)

للتواصل : 01060818339

الدقي

مكتبة الميكروفون فرع الدقي : (ڤيلا 28 جابر بن حيان متفرع من شارع الدقي، بالقرب من مطعم سمسمة، وعلي بعد 5 دقايق من مترو الدقي)

للتواصل : 01008449602

الهرم
مكتبة جدل (166 شارع الهرم الرئيسي بجوار كنتاكى وهارديز العريش أسفل راية )
للتواصل : 01158878991

حدائق الأهرام
مكتبة جدل ( 305 أ شارع الثروة المعدنية فوق حلوانى اكلير البوابة الأولى )
للتواصل : 01006139670


لو كنت من الإسكندرية الرواية متوفرة في:

جليم
- فرع مكتبة الميكروفون (574 ش أبوقير أمام EG Bank ، بجوار فرع We )
للتواصل : 01069509295

- فرع مكتبة بيت الكتب (1 ش زهران رشدي من طريق الحرية)

لوران
فرع مكتبة بيت الكتب (30 ش الإقبال – لوران – أمام بنك الإسكندرية – آخر سور كلية الإقبال)

كامب شيراز
فرع مكتبة بيت الكتب (الكورنيش - بجوار النفق - ناصية الشارع كافية بيك آند جو - مبني رقم 2 من الكورنيش)


وفي محافظة الغربية الرواية متوفرة في:

المحلة الكبرى:
فرع مكتبة إدراك شكري القوتلي - بجوار البنك الأهلي المصري - امام كريستال عصفور)

طنطا
- فرع مكتبة إدراك (أمام الجامعة - ش عمر بن عبد العزيز - بجوار مسجد الجندي. )


وفي بني سويف الرواية متوفرة في مكتبة Book Mark (الاباصيري شارع الجلاء)


الرواية كمان متاحة إلكترونيًا على تطبيق أبجد


"باب أخضر للهاوية" رواية جديدة لـ سارة درويش فى معرض القاهرة للكتاب

 

باب أخضر للهاوية ـ سارة درويش ـ رواية سارة درويش

روايتي الأولى، تصدر في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 عن دار المصري للنشر والتوزيع. 

الدورة الـ 54 من معرض القاهرة الدولي للكتاب تنطلق في 25 يناير الجاري، ويفتح المعرض أبوابه للجمهور في الفترة من 26 يناير إلى 6 فبراير المقبل، من العاشرة صباحًا وحتى الثامنة مساءً.