أبحث عن..

رواية باب أخضر للهاوية ـ رواية سارة درويش ـ ياسر قنصوة
وإذا جاءك الفرح مرة أخرى، فلا تذكر خيانته السابقة.. ادخل الفرح... وانفجر!! (محمود درويش) هذا ما حاولت القيام به بطلة الرواية في "باب أخضر للهاوية". في عالمها الواقعي لم يكن هناك ما يجلب فرصة للفرح إلى أن جاءت اللحظة عبر عالم افتراضي، حيث يختبئ قناع الفرح وراء حدوتة تسلب العقل: "عرفتك الآن فقط.. كم أنتِ فتاة مدهشة". الفتاة المدهشة التي تعودت الوقوف في المنتصف دائمًا، قرأت العنوان على حسابها ليصبح العنوان الحقيقي للقصة بأسرها. فتاة المنتصف أخذت العبارة إلى فضاء الفرح لتدخل عالم الاحتمالات بحثًا عن جرح طازج يعالج تلك الجروح السابقة بندباتها المميتة. تريد دمًا طازجًا جديدًا يبعث على الإحساس بالحياة. تذكرت بيت شعري يقول: "أشتري الحب بالعذاب.. أشتريه فمن يبيع؟ 

في العالم الافتراضي يكون استثمار العواطف والأحاسيس الأكثر حضورًا في المشهد الافتراضي. ولعل فرضية اسم "عمر" دالة على "العمر" أي السنوات الخاسرة من الرحلة، في انتظار سنوات الربح المأمول. أتذكر عبارة الشاعر الألماني هولدرلين: "عندما ترى الجحيم على الأرض فإنها محاولة صنع الإنسان جنته". من يستطيع أن يلوم صاحبة الرواية (البطلة) في حلمها بالجنة الموعودة أيًا كانت الظروف والاحتمالات والنهايات؟ 

استطاعت "سارة درويش" بأسلوب أخاذ أن تشركنا في اللعب، واللعب هنا هو الفضاء الحر للعقل الإنساني. اتفقت معنا على اللعب وعشنا معها حماس اللاعب النشط في الفوز، لكن كنا نعلم نهاية المباراة، ومع ذلك وصلنا إلى درجة من المتعة والعذاب إلى حد أن يحاول كل منا، وهو يعلم مقدمًا النتيجة، أن يفتح بابًا  أخضرًا للهاوية".


د.ياسر قنصوة 

أستاذ الفلسفة ورئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة طنطا