أبحث عن..

Showing posts with label خواطر. Show all posts
Showing posts with label خواطر. Show all posts
no image

 "إذن من الجاني؟" قلتها وأنا أرفع رأسي لأواجهه عينيه بنظرة ممتلئة بالحيرة والترقب. لم أكن فقط بحاجة إلى متهم أصب عليه كل غضبي وحنقي لما تحملته من ألم وقلب حياتي رأسًا على عقب طيلة أسبوع كامل، ولكنني كنت بحاجة لمذنب أقصيه عن حياتي فأشعر بالأمان. شيء محدد أعرف أنني سأكون آمنة معافاة طالما أنا بعيدة عنه.

"هذا سؤال تجيبينه أنتِ" رد؛ وأسقط في يدي. أخبرني أنه لكي أعرف المذنب عليّ أن أراجع نسيج حياتي بدقة، أمرر حتى أدق التفاصيل تحت عدسة مكبرة لأعرف أين الخلل. لتسهيل مهمتي، أوصاني أن أشك أولاً في كل الدخلاء الجدد، أشك حتى في كل ما هو مألوف ومعتاد فربما تغير شيء فيه دون أن أعرف. كان هذا مربكًا ومخيفًا. كشخص يستمد أمانه من الروتين لم يكن هناك الكثير من الدخلاء في حياتي، وكانت فكرة الاضطرار لاستبعاد واحد من الأشياء التي اعتدتها لشهور أو ربما لسنوات مرعبة. أعرف أن كل شيء في حياتي مهم بالنسبة لي حتى لو لم يبد كذك . أعرف كشخص سهل التعلق أنه حتى لو لم يكن مُهِمًّا سيكون التخلي عنه صعبًا لأن ارتباطي النفسي يمكن أن يضفي على أي شيء أهمية متوهمة.

عدت إلى البيت محملة بأدويتي وشكوكي. الارتياب في كل شيء دفعني للانزواء في ركنٍ من سريري. أتذكر تعليقه "يمكن أن يكون شيء قريبًا جِدًّا منك، حتى ملاءاتك نفسها يمكن أن تكون هي السبب". يتضاعف شعوري بعدم الراحة في السرير. تنعدم رغبتي في تناول الطعام. فواحد من هذه الأطعمة التي أحبها جِدًّا، واحد من تلك الخيارات المحدودة جِدًّا التي أدور في فلكها منذ سنوات، ربما يكون هو المتهم وهو المتسبب في ثورة جلدي ضدي. أقتات القليل من الفواكه المجففة كلما قرصني الجوع مذكرًا إِيَّايَ بأنه علي أن أمد جسدي ببعض الطاقة ولا أكتفي بإجهاده بالأدوية. أبتلع قطعة تلو أخرى بتروٍّ وأنا متوجسة. ما أدراني أنها آمنة؟ أبتلعها وأجلس ساكنة بضع دقائق. أراقب حرارة جسدي، أترقب بدء لدغات النمل أسفل جلدي. أفتح الكاميرا الأمامية وأتفقد وجهي. أشعر بالراحة حين لا يتغير شيء فأزدرد قطعتين إضافيتين لسد جوعي.

أؤجل قدر الإمكان المهمة الثقيلة لإجراء كشف حساب لحياتي اليومية كي أكتشف سبب الحساسية. أتمنى من الله ألا أضطر لتغيير أي شيء في حياتي. آمل أن تكون الحرارة المرتفعة وحدها هي السبب. تنخفض درجات الحرارة قليلاً، أفرح لأن جسدي أصبح أهدأ، أقول لنفسي "كانت الحرارة السبب" ثم أتذكر تلك المعلومة العابرة في محاضرة التسويق الإلكتروني "لن تحصل أبدًا على نتيجة مفيدة عند إجراء تجربة A/ b test إذا غيرت عنصرين في نفس التجربة، ينبغي أن يتغير عنصر واحد فقط لتحصل على إجابة دقيقة" تخفت فرحتي فقد كانت هناك العديد من المتغيرات دفعة واحدة، انخفضت الحرارة وصمت تقريبًا عن الطعام وقاطعت كل مستحضرات التجميل والعناية التي أستخدمها. هناك الكثير من المتغيرات التي يستحيل معها الحصول على إجابة دقيقة، وهناك الكثير من الخوف من الألم داخلي يمنعني من المقامرة بالعودة لأي منهم وتحمل ثورة جديدة من جلدي. هكذا أجلس في صمت. أكتفي بالإيقاف المؤقت لكل شيء تقريبًا، آملة أن ينتهي كل شيء فجأة كما بدأ فجأة وقد أصبحت زاهدة تمامًا في التعرف على الجاني.

يمكن..لو!

 



كل يوم يزداد عدد أصدقائنا المشتركين واحدًا، وتزداد بيننا المسافة اتساعًا. أفتقدك كل يوم، وأتفقدك كل ساعة. أو بمعنى أدق، أتفقد تلك النسخة منك التي يراها الجميع ولا تشبهك أبدًا؛ لكنني أتصبر بها على هجرك. 


أتفقد تلك النكات المختلسة، الصور الغريبة لعشاق لا يشبهونك، الكلمات الجريئة التي تناقض جبنك، وحتى الغلظة التي تدعيها لإخفاء هشاشتك.

لا أفهم كيف يمكن أن أعرفك جيدًا ولا أعرفك أبدًا في الوقت ذاته. أنا أعرف كل ما لست عليه، كل ما هو ليس أنت، ولا أعرف حقًا من تكون! 

تنصحني صديقتي بأن أتجاوزك فأقسم أنني أحاول، لكنك في قرارة قلبي، لا تغادرني أبدًا ولا أفقد الأمل في أن ذلك الرابط الخفي بيني وبينك، ذلك الطيف الذي لا يرحل أبدًا، يلوح ببداية جديدة يومًا ما! 




no image

حين أريد أن أنتقم أكتب. أواسي نفسي في مواجهة الخيبات: على الأقل في النهاية سأجد ما أكتبه؛ لكن قصتك المبتورة، كحلم / كابوس استيقظت قبل أن أعرف نهايته، تزعجني. أحاول الكتابة مرارًا وأعلق دائمًا في المنتصف. 

لا أحب أن أقسو عليك حتى في قصة رغم أنني وعدت نفسي مرارًا بأنني سأفعل. أكتب أنك نذل قاسٍ ولكن قلبي يخزني ممتعضًا: لم يكن قاسيًا تماما ربما أسأتِ الفهم، ألا تذكرين تلك المرة التي نضح فيها حنانه رغم غضبه من حماقتك؟".

أسمع لقلبي فأكتب أنني لمحت في عينيك كل ما أنفقت عمري بحثًا عنه فتلكزني كرامتي: إلى متى أحتاج لتذكيرك بأنه أهملك مرارًا كحشرة؟ كم مرة كان وجوده كل ما ينقصك في الدنيا وضن به عليك؟ كم مرة عليه أن يصفعك كي تفيقي؟! 

أتمزق بينهما وأعجز عن الكتابة، تخنقني الحكاية التي لا أعرف لم تنتهي بعد أم لم تبدأ!
سلامًا على ما صنعتِ بنفسك من أجل نفسك
زي اليومين دول والسنة اللي فاتت لسة بتبدأ وعدت نفسي، يمكن للمرة التانية، إني أكون شجاعة. أعتقد إني عملت كده. 
2019 بالنسبة لي كانت غريبة جدًا لكن حصلت لي فيها حاجات كتير جميلة، وحصلت لي فيها حاجات كتير "لأول مرة".

مش هكون ببالغ لو قلت إني اكتشفت نفسي من تاني فيها. ولقيت نفسي من تاني فيها. ويمكن تعافيت بشكل كامل من سنين صعبة ومزعجة خلتني مش عارفة أشوف نفسي ولا أحبها لوقت طويل.
الفضل بعد ربنا في دا كان للصحبة، للناس اللي حواليا كلهم من أول إخواتي لأصحابي وحتى لناس كنت بتعامل معاها لأول مرة واكتشفت نفسي من تاني بعيونهم.
السنة اللي فاتت كان فيها عياط كتير جدًا وقلق كتير جدًا رغم إني أعتقد قلبي بقى أقوى من قبل كده. بس كان فيها فرحة حقيقية من القلب كتير بردو، وكان فيها محبة وصدق كتير زي ما بتمنى. ودول أهم حاجة بالنسبة لي.
السنة اللي فاتت بردو كتبت كتير رغم انشغالي ودي حاجة بسطتني جدًا. اتأكدت إني فعلاً بتعافى بالكتابة. 
ورغم إني تصالحت مع فكرة إني بفضل الحياة البسيطة الهادية، واني بيتوتية بقضي أمتع أوقاتي في البيت بس عملت فيها تجارب لطيفة جدًا لأول مرة، زي إني حضرت عرض باليه، وحضرت مسرحية، وخرجت يوم كامل مع أسرة قابلتها بالصدفة، وزرت أماكن كانت في خطة مغامراتي، واعترفت بأخطائي بشجاعة، وأعتقد إني بقيت أشجع في التعبير عن مشاعري. اترفضت السنة اللي فاتت لأول مرة في منحة، كان عندي أمل كبير عليها، بس دي بردو أول مرة أقدم أصلاً. وما كسبتش كمان في أول مسابقة قدمت لها بس انبسطت وأنا بعمل ملخص لكل شغلي. دخلت جدول المشتغلين، كتبت صحفية في البطاقة، وبقى عندي بطاقة فيها صورة حلوة ما بتكسفش منها. 
حققت حاجات كتير بسيطة جدًا وعبيطة كانت على قايمة أهدافي في 2019 وانبسطت بيهم. 
اكتشفت في نفسي قدرات كنت بضحك على نفسي وبقول إنها مش عندي، وخدت خطوات، شايفاها كبيرة، في كاريري. 
شفت أفلام ومسلسلات حلوة جدًا، وخلصت تحدي القراءة بتاعي. ومارست الرياضة وبواظب على المشي. حققت كام تارجت مادي كنت حاطاهم لنفسي. واتحقق لي، بشكل جزئي، حلم كبير كنت بحلم بيه من سنين طويلة. 
لو اتعلمت حاجة من السنة فهيبقى إني لازم أخد خطوة. دي الحاجة اللي كان بقالي سنين ما بعملهاش، وربنا بفضله وكرمه علمني إني لما باخد خطوة ساعات كتير بيحصل اللي أنا مش متوقعاه. 
امبارح والسنة بتخلص، وأنا مروحة البيت بعد ما كنت مع اتنين من أعز أصدقائي اللي بتطمن لوجودهم وبيهم لقيت نفسي براجع كل حاجة كده وبردد بيت محمود درويش "سلاما على ما صنعت بنفسك من أجل نفسك" وكنت بفكر في كل حاجة عملتها لنفسي في شخصيتي، كل التقبل اللي وصلت له والتصالح معاها ومع عيوبها ونواقصها.
زي السنة اللي فاتت قلبي مش سايعني من الامتنان ناحية أصحابي اللي عارفين نفسهم اللي وجودهم فرق جدًا جدًا في إني أعرف نفسي وأحبها، واللي، زي ما كنت بقول لريم، شاوروا لي على النور جوايا وانبسطت لما شفت نفسي بعيونهم. 
أنا الحمدلله مبسوطة وراضية جدًا باللي فات، بحلوه ومره، 
لو السنة الجاية هرفع شعار هقتبسه من بوست لصديق عزيز عن اللي اتعلمه في 2019: خليك لطيف مع الناس بس ما ترميش لطفك في الزبالة بإنك تقدمه لناس ما تستحقوش ولا تقدره.
لو في شخصية هاخدها قدوة في السنة الجاية فعلاً هتبقى "لاف" in a good way :D عشان أنا مش من عيلة كوين فمش هينفع أبقى زيها بالمللي، لكن أتمنى أتمتع بكل شجاعتها ووضوحها وقدرتها على المواجهة في التو واللحظة، وحتى قدرتها على حل مشاكلها بشكل جذري.


ماذا تغير الأبوة في ملامحك؟

 زميلي في العمل أنجب طفله الأول قبل أسبوع. لا أعرف ماذا تغير في ملامحه ما إن أصبح أبًا ولكنني أصبحت أرى ملامحه أكثر نضجًا، ولا أعرف لماذا بدا أكثر وسامة من ذي قبل. هذه المرة الأولى التي ألحظ فيها ما تفعله الأبوة في الرجل.

ابوة ـ اب جديد ـ اب لاول مرة

لا أعرف ماذا تغير في ملامح أبي بعد أن أصبح أبًا للمرة الأولى لأنني بالطبع لم أكن هناك، ولكنني لا أظن شيئًا تغير من الأساس. أقارن ملامحه في الصور، أثناء الخطوبة، يوم الزفاف وبعد أن ولدت شقيقتي الكبرى. في كل الصور كان نفس الشخص الذي يدور عالمه حول نفسه ولم يبد منسجمًا مع المحيطين ولا متأثرًا بهم، إلا في صور نادرة كان يضحك فيها من قلبه وهو يداعب كل واحد منا وهو رضيع.

أفكر ماذا يمكن أن تغير الأبوة في ملامحك؟ هل تزداد عيناك حنانًا؟ وكيف يمكنني أن أقاومها آنذاك. كيف أغضب منك أو أعاتبك ولديك عينان فيهما كل هذا الحنان؟ ذراعاك يبدوان ملائمان تمامًا لاحتضان صغيرة، لتدليلها ورفعها للسماء وهي آمنة تمامًا حتى مشيتك يمكنك إبطائها لتلائم مشية الصغيرة. لا أعرف حقًا ما يمكن أن تغيره فيك الأبوة، ربما لأنك أب بالفعل منذ ولدت، لأنك الأب الذي حلمت به لنفسك ربما.

أعرف أن لديك أطنانا من المخاوف، التي أشاركك إياها، لا أعرف هل أنت مثلي من الملعونين بحب الكمال أم لا. أتخوف ألا أكون أمًا جيدة، وقبلها ألا أكون حبيبة جيدة، أتخوف اقتسام وحدتي مع آخر، أو بمعنى أدق التنازل عنها لمشاركة حياتي مع آخر ولكن ربما تكون مخاوفنا مبالغ فيها والأمور لن تكون بهذه الصعوبة ولا هذا السوء؟

زميلنا هذا الذي حكيت للتو عنه كان موظفًا سيئًا. يعيش في العمل بالحد الأدنى للطاقة، يبذل من الجهد ما يكفي بالكاد لأن يستمر. لا يحب تحمل المسؤوليات ولا يمكنه حتى الاهتمام بنفسه.

حين وقع في الحب اندهشنا، حين تزوج اندهشنا أكثر. كنا نظنها حمقاء تورطت في مقلب حياتها لكننا فوجئنا به زوجًا رائعًا وأبًا حنونًا مشاركًا في كل تفصيلة تخص صغيره. يتحمل مسؤوليته من لحظة حملها، يشاركها ويساندها ويتقبل أبوته المبكرة بشجاعة كبيرة ويجيد اتخاذ القرارات، حتى الصارمة منها، لضمان استقرار البيت.

هكذا هو الأمر دائمًا يا صديقي، أولئك المفرطون في التفكير والترتيب والتخطيط لا يتقدموا خطوة واحدة، يحاولون صعود الجبل وعلى ظهرهم أطنان من الحجارة تقصمه وتعود بهم للوراء، المجد الحقيقي لأولئك الذين لا يفكرون كثيرًا في أهمية الخطوة ولا خطورتها وإنما يعرفون كل شيء بالتجربة.


no image
لماذا لا نكتب ما يكفي عن الخيبات؟ عن انكسارات القلب والأحلام التي لم تكتمل والبدايات التي وعدت بالكثير ولم تمنحنا شيئًا سوى المزيد من الجوع للحنان والحب.

قبل سنوات، كنت أتجاهل الكتابة عنها لأنني كنت أراها بشكل ما تطعن كرامتي، تفضح شعوري بأنني خلقت للتخلي وأن أحدًا لم يراني مهمة كفاية للتمسك بي. بعد سنوات أصبحت أحكي عنها لصديقاتي وأنا أضحك، أضحك من قلبي فعلاً لا أدعي ذلك، ولكنني الآن أبكي بحرقة كل هذه الخيبات.

من أعماق قلبي تمنيت في كل مرة لو تكتمل القصة وتستمر للأبد، على الرغم من أنني كنت أعرف، من أعماق قلبي أيضًا، أن الطريق ليست مفروشة بالورد وأن هذه القصة لا تحمل لي السعادة. كنت أرى العيوب والنواقص الفادحة بوضوح ولم تعمني مرآة الحب أبدًا، وربما لهذا أشعر بسخط مضاعف!
ثرثرة.. وهل أملك سواها؟
"But we're not like other people. We love each other in our own way, and we can have the life together that we want. You won't be the perfect husband? I can promise you I harbour no intention of being the perfect wife. I'll not be fixing your lamb all day, while you come home from the office, will I? I'll work. You'll work. And we'll have each other's company. We'll have each other's minds. Sounds like a better marriage than most. Because I care for you. And you care for me. And we understand one another more than anyone else ever has."



قالتها ببساطة وحرقة تؤكد أنها حقًا تعنيها! ورفضها ببساطة تؤكد أنه حقًا لم يقدرها.. لا التضحية ولا هي ذاتها.. وكغيره من الحمقى مضى، تخلى عنها مقنعًا نفسه أنه بطل آخر، يضحي بقلبه، وبحبها من أجلها، كلهم يمارسون الوصاية ذاتها، كأن كل أنثى هي طفلة لا تعرف مصلحتها وهم فقط يعرفونها، بالتالي هم حتى لن يمنحونها حق الاختيار قبل أن يضحوا بها (لها) !حين يكون لي ابنة سأصدعها بنصيحة واحدة "لا ترضي بالهم، لأنه في النهاية لن يرضى بكِ، وستكرهين نفسك حينها!"
كيان افتراضي
إهداء...
 إلى سارة 2006
وسارة 2008
وسارة الأجمل 2009 ـ 2010
وسارة التي رحلت في 2011
وسارة التي أتمنى أن ترحل قريبًا.

*******

كل تلك العبارات الغامضة، التي أتعمد ألا يفهمها سواي، أتركها خلفي كعلامات طريق، "في ذلك الوقت كنت هناك، كذلك".
ولكنني للأسف... أتقن التخفي، لدرجة أنها تصبح فيما بعد، غامضة حتى لي.
هذا الغرام الطفولي ببناء كيان افتراضي، هو محاولات لتجميع قطع " البازل "، والمكعبات المفرقة هنا وهناك، علنا نفهم أنفسنا يوما.
أو نحبها... أو نغيرها... المهم أن نجد صيغة ما للتعامل، أفضل مما نحن عليه... لأننا في الحقيقة، نجهل أنفسنا كثيرا... وكما تعلم "الإنسان عدو ما يجهل".
لكننا، بعناد ومكابرة الأطفال أيضا، لا نرضى أبدا عن الصورة التي نكونها أخيرا... فنغضب كالأطفال، ونبكي كثيرا، ونحن نهدم ما بنيناه ونقسم أن هناك من "غش في اللعب".
ولكن... الصدمة الحقيقية، هي أنه لا أحد يلعب سوانا!!!
* * * * * *
يطالع كل ثوان، ملفه الشخصي على الموقع الاجتماعي الشهير، يراجع حروفه، دعاباته، صوره، تعليقاته، مرة بعد أخرى، وكأنه يتحسس ملامح وجهه أمام المرأة... ورغم ذلك، لم يفلح أبدا في أن يفهم ذلك الشخص الذي يسكنه، ويردد آراءه، ويعيش باسمه، ويحلم له، ويحزن لأجله، ويفرح أحيانا به!
* * * * *
حين يمتدحني أحد، ويخبرني كم أنا جميلة، وطيبة، ونقية، وصادقة... أشعر أنني ممثلة بارعة، وأنتظر تسقيفا حارا من الجمهور المتراص في ذلك الفراغ الأسود الذي يحتل المسافة بين "سارة التي يراها الناس"، و "سارة التي أشعر دائما أنها تختبئ وراء ظهري، تضحك بسخرية، وتفسد علي كل ما أشعر به، وهي تقول" Bla... Bla... Bla... ".
* * * * * *
أولئك الذين تحب نفسك لأنهم يحبونك، احذرهم جدا، لأنهم، وحدهم، قادرون على جعلك تكرهها!
* * * * * *
هل تدرك إلى أي درجة نحن مساكين ومرضى نفسيون ومحرومون من الاهتمام؟؟ هل تدرك مدى سوء حالتنا حين نحكم على أنفسنا وفقا لما يقوله الناس عنا ولنا؟
هل تدرك إلى أي درجة نحن معدومو الهوية والثقة بالنفس؟ إلى الدرجة التي تجعلنا نغير أنفسنا لأنهم ينصرفون من حولنا.
إلى الدرجة التي تجعلنا نتفقد تنبيهات المواقع الاجتماعية وغير الاجتماعية، كل دقيقة لنرى هل أحبوا ما فعلناه؟ هل أحبوا ما أظهرناه؟ ولا نسأل أنفسنا هل يحبوننا فعلا لو ظهرنا كما نحن؟ لو كتبنا كل ما نفكر به دون مواربة ولا تهذيب ولا تجميل؟
نحن مرضى إلى الدرجة التي تجعلنا نعيد تقييم أنفسنا حين يقل عدد متابعينا ، ونفرح حين يزيد.
نحن مساكين يا عزيزي... ربما لو نلنا ضمة، وأذنا، وربتة على الكتف، في الماضي، في الوقت المناسب، لأصبحنا أفضل حالا.
لو كنا وجدنا اليد التي تسند بنياننا، لا تدهسه، ولا تتركه يكبر مائلا لأصبحنا الآن أفضل حالا.
وربما لو كنا الآن أقوياء بما يكفي للتخلص من الكذب لأصبحنا أفضل بكثير.
no image
كانت تخشى كثيرا أن يكون لها أصدقاء، تحبهم ويحبونها، تعتاد وجودهم في حياتها ويعتادونها.
كانت تخشى "التعلق" لأنه يضاعف آلام "الفقد".
... كثيرا ما اشتاقت لدفء العلاقات الإنسانية، لصخب الأصدقاء، لمرحهم، لكن لأنها تعلم أنها "مؤقتة" كانت تفضل المراقبة من بعد.
- وكان دفئهم يصلها على الرغم من  البعد!-
وحين حانت لحظة الرحيل الجديدة فجأة- كالعادة- اكتشفت أنها- رغم كل احتياطاتها- اعتادت دفئهم، تعلقت بهم وتعلقوا بها... فلم تملك إلا أن تبتسم من بين دموعها وتقول "مش قولتلكم أنا أصلي مؤقتة!"
ممكن / مستحيل
مستحيل ـ ممكن ـ لا مستحيل

"رأيتُ بعيني " الممكن" يتحول في غمضة عين إلى " مستحيل "..

فلمَ لا يحدوني الأمل في أن يتحول " المستحيل " ممكنًا، بل وواقعًا أيضًا في لحظة ؟

.........

ثقتي بربي لا محدودة، وعندما يراودني حلمٌ ما أتيقن دائمًا أني سأناله،، ولو لم أنله سأنال ما هو أفضل منه.

هكذا عودني ربي.. يمنحني الخير مما أتمنى ويمنحني خيرًا مما أتمنى. 


"أنا عند ظنِّ عبدِي بي إنْ ظنَّ خيرًا فلهُ، وإنْ ظنَّ شرًّا فلهُ"

    - حديث قدسي -                             
I ♥ Books.. I ♥ Reading
أتذكر حتى اليوم،  أواخر سبتمبر من كل عام في طفولتي، حين أتسلم كنزي الصغير،  كتب المدرسة. برغم سخفها، وكرهي للمذاكرة إلا إنني لا أقوى على مقاومة فرحتي بكل هذه الكتب
أتربع على الأرض وأنثرها حولي،  أحتضنها، أتنشق عبق الحبر والمطبعة، أتصفحها بلهفة، أطالع الصور والهوامش، فدائما تجذبني الهوامش أكثر من المتون نفسها. أرتبها مرة، وأخرى وأخرى ثم اتركها.
* * * * *
أتذكر جلستي بالساعات بين أكوام من الجرائد، أطالع شعار الأهرام برهبة، وأنظر له مرارا وأحلم بأن يسكن اسمي ضفتيها يوما ما، أحضر مقصا وأقص به الأخبار التي أراها مهمة، واحتفظ بها في حرص وكأني توصلت لأخطر أسرار الكون. 
* * * *
أذكر جيدا أياما بلياليها عشتها بصحبة ”أدهم صبري ”في مغامراته، أذكر قلبي الذي كان ينفطر مرة حزنا عليه حين يجرح، ومرة غيرة من حبيبته التي يبادلها الحب ويبذل حياته لأجلها ولا يشعر بي أبدا ولا بمدى حبي،  أذكر مدى رعبي من اليوم الذي يقرر فيه المؤلف أن ينهي حياته. 
* * * * * * * *
 أكثر من 16 عاما عشتهم بصحبة الكتب، منحوني فيها مئات الحيوات، ألف فرحة وألف دمعة، أكسبوني مئات الأصدقاء بعدد الشخصيات التي قرأتها وتطفلت على حياتها وعشتها. شكرا لكل كتاب عشت فيه وعشت به وتسليت به على مرارة أيام لا أدري كيف عشتها. شكرا كتبي الحبيبة. أصدقائي الأوفياء في هذا العالم. 
صباحاتُ أفتقدها

(1) صباحٌ طفولي


طفلة وقطة ـ قطة ـ طفلة ـ قط ـ قطط
صباحٌ طفولي مشبع برائحة الندى، يبدأ في السادسة.. أرتجف بردًا لكن لسع الشتاء يمنحني لذة خاصة. أستيقظ على مداعبة قطي الصغير لوجهي، أقبله ونلعب قليلًا ثم أبدأ في تحضير نفسي للدرس بسرعة، فيبدأ في اللعب بجواربي وأقلامي حتى لا أخرج، وبعد معركة صاخبة مليئة بالضحك والكثير من القبلات وبعض اللبن أختطفهم منه وأتسلل قبل أن يشعر بي.
قطي الحبيب.. أفتقد دفئك.. دفء الدماء التي تسري في جسدي حين نلهو معًا... أفتقد براءة حبك.




(2) صباحٌ بين يدي الله

قرآن ـ مصحف ـ قراءة قرآن ـ صور اسلاميةأشرقت شمسه وانا ساجدة لربي.. شكرته كثيرًا وطلبت عفوه كثيرًا، وبكيتُ بين يديه كثيرًا.. وتضرعتُ إليه كثيرًا، وطلبتُ كل ما أتمنى.. وكل ما أمنني أحبتي أن أطلبه منه. شكوتُ ضعفي وخوفي، فأرفع رأسي من سجودي مطمئنة راضية.. واثقة بأن الله لن يرد دعائي، ولن يخيب رجائي.. أرفع رأسي وأشعر أني أقوى.. وأنقى وأطهر.

(3) صباح لقائك

أو صباح عيدي.. أتحير كثيرًا في اختيار الثوب الذي سينال شرف لقائك.. وأبدل رأيي في الدقيقة الواحدة مئات المرات، هذا قلت عنه جميلا.. لكنه ثوب اللقاء السابق.. لا لا
هذا أيضًا قلت عنه جميل.. لكننا تشاجرنا يوم ارتديته لا لست مستعدة لارتدائه. هذا هو المطلوب.. جديد وتراه لأول مرة واشتريته خصيصًا لأنه باللون الذي تحبه.

وأخيرًا... تدق الهاتف تسألني عما بقي من الوقت على مجيئي، يا إلهي.. داهمني الوقت واضطررت لارتداء الثوب الذي يأخذ اقل وقت ممكن، أسرع باحثة عن سيارة.. يداهمني شعور غريب بأني سأموت قبل لقائك، لأني لا أتخيل أن الدنيا ستمنحني كل هذه السعادة. أركب السيارة وأنا أحضر آلالاف المواضيع التي أجلتها لشهور حتى أحدثك فيها وجهًا لوجه، وآلالاف الأسئلة التي تقلق منامي وأتمنى أن تجيبها وعيني في عينيك، وآراك.. فأنسى كل شيء إلا سعادتي بك
.....
أفتقدك.. أفتقد طقوس أعيادي بك


(4) صباحٌ بدونك



أحيانًا.. أفتقد أيامي قبلك.. أفتقد أيام جهلي بالشوق.. بعذابات الحب، أفتقد راحة بالي وقلبي من الغيرة.. من القلق.. من الخوف عليك، من الخوف من فقدانك.. الخوف من أن اؤلمك.. أن أغضبك

أفتقد حريتي في الجنون.. في إيذاء نفسي، في الاكتئاب والانغماس في الحزن، في تمني الموت.. دون أن أخشى حزنك لأجلي.

(5) صباح الرضا

أفتقد صباح كنت راضية فيه عن نفسي.. أنجزت فيه هدف طالما خططت له وسلبني نومي، صباحٌ يبدأ بفرحة في عيون إنسان أحبه وكنت السبب فيها، أو فرحة إنسان وجد عندي ضالته و قرأ من قلمي ما لم يقو على البوح به، أو فرحة غريب شعر مع حروفي بالمؤانسة.

(6) صباحٌ مختلف

صباحٌ انتويت فيه أن أبدًا صفحة جديدة في حياتي.. صفحة مثالية نوعًا ما. أستيقظ فجرًا.. أؤدي حق ربي، ثم أصعد إلى سطح المنزل ومعي كوب من الشاي وكتاب أحبه، أجلس على الأرجوحة وأستمتع بالشروق مع كتاب وكوب من الشاي الدافيء، وأحاول أن أمارس حياتي بإيقاع أبطأ قليلًا من إيقاع حياتي اللاهث لعلي أستمتع بها.

سارة درويش
ديسمبر 2009