أبحث عن..

زي اليومين دول والسنة اللي فاتت لسة بتبدأ وعدت نفسي، يمكن للمرة التانية، إني أكون شجاعة. أعتقد إني عملت كده. 
2019 بالنسبة لي كانت غريبة جدًا لكن حصلت لي فيها حاجات كتير جميلة، وحصلت لي فيها حاجات كتير "لأول مرة".

مش هكون ببالغ لو قلت إني اكتشفت نفسي من تاني فيها. ولقيت نفسي من تاني فيها. ويمكن تعافيت بشكل كامل من سنين صعبة ومزعجة خلتني مش عارفة أشوف نفسي ولا أحبها لوقت طويل.
الفضل بعد ربنا في دا كان للصحبة، للناس اللي حواليا كلهم من أول إخواتي لأصحابي وحتى لناس كنت بتعامل معاها لأول مرة واكتشفت نفسي من تاني بعيونهم.
السنة اللي فاتت كان فيها عياط كتير جدًا وقلق كتير جدًا رغم إني أعتقد قلبي بقى أقوى من قبل كده. بس كان فيها فرحة حقيقية من القلب كتير بردو، وكان فيها محبة وصدق كتير زي ما بتمنى. ودول أهم حاجة بالنسبة لي.
السنة اللي فاتت بردو كتبت كتير رغم انشغالي ودي حاجة بسطتني جدًا. اتأكدت إني فعلاً بتعافى بالكتابة. 
ورغم إني تصالحت مع فكرة إني بفضل الحياة البسيطة الهادية، واني بيتوتية بقضي أمتع أوقاتي في البيت بس عملت فيها تجارب لطيفة جدًا لأول مرة، زي إني حضرت عرض باليه، وحضرت مسرحية، وخرجت يوم كامل مع أسرة قابلتها بالصدفة، وزرت أماكن كانت في خطة مغامراتي، واعترفت بأخطائي بشجاعة، وأعتقد إني بقيت أشجع في التعبير عن مشاعري. اترفضت السنة اللي فاتت لأول مرة في منحة، كان عندي أمل كبير عليها، بس دي بردو أول مرة أقدم أصلاً. وما كسبتش كمان في أول مسابقة قدمت لها بس انبسطت وأنا بعمل ملخص لكل شغلي. دخلت جدول المشتغلين، كتبت صحفية في البطاقة، وبقى عندي بطاقة فيها صورة حلوة ما بتكسفش منها. 
حققت حاجات كتير بسيطة جدًا وعبيطة كانت على قايمة أهدافي في 2019 وانبسطت بيهم. 
اكتشفت في نفسي قدرات كنت بضحك على نفسي وبقول إنها مش عندي، وخدت خطوات، شايفاها كبيرة، في كاريري. 
شفت أفلام ومسلسلات حلوة جدًا، وخلصت تحدي القراءة بتاعي. ومارست الرياضة وبواظب على المشي. حققت كام تارجت مادي كنت حاطاهم لنفسي. واتحقق لي، بشكل جزئي، حلم كبير كنت بحلم بيه من سنين طويلة. 
لو اتعلمت حاجة من السنة فهيبقى إني لازم أخد خطوة. دي الحاجة اللي كان بقالي سنين ما بعملهاش، وربنا بفضله وكرمه علمني إني لما باخد خطوة ساعات كتير بيحصل اللي أنا مش متوقعاه. 
امبارح والسنة بتخلص، وأنا مروحة البيت بعد ما كنت مع اتنين من أعز أصدقائي اللي بتطمن لوجودهم وبيهم لقيت نفسي براجع كل حاجة كده وبردد بيت محمود درويش "سلاما على ما صنعت بنفسك من أجل نفسك" وكنت بفكر في كل حاجة عملتها لنفسي في شخصيتي، كل التقبل اللي وصلت له والتصالح معاها ومع عيوبها ونواقصها.
زي السنة اللي فاتت قلبي مش سايعني من الامتنان ناحية أصحابي اللي عارفين نفسهم اللي وجودهم فرق جدًا جدًا في إني أعرف نفسي وأحبها، واللي، زي ما كنت بقول لريم، شاوروا لي على النور جوايا وانبسطت لما شفت نفسي بعيونهم. 
أنا الحمدلله مبسوطة وراضية جدًا باللي فات، بحلوه ومره، 
لو السنة الجاية هرفع شعار هقتبسه من بوست لصديق عزيز عن اللي اتعلمه في 2019: خليك لطيف مع الناس بس ما ترميش لطفك في الزبالة بإنك تقدمه لناس ما تستحقوش ولا تقدره.
لو في شخصية هاخدها قدوة في السنة الجاية فعلاً هتبقى "لاف" in a good way :D عشان أنا مش من عيلة كوين فمش هينفع أبقى زيها بالمللي، لكن أتمنى أتمتع بكل شجاعتها ووضوحها وقدرتها على المواجهة في التو واللحظة، وحتى قدرتها على حل مشاكلها بشكل جذري.