أبحث عن..


"وعملت إيه فينا السنين؟!" تطاردني الأغنية يا رفعت ولكنني لا أشعر أبدا بالأسى. لم تكن السنوات الأخيرة سهلة على الإطلاق. في الحقيقة لا أذكر أنني عشت سنوات سهلة، ولكن أصعب ما مررت به هو أن تدور كل المعارك في رأسي. 


واجهت "آخرين" في معارك صعبة، شعرت بالخوف مرارًا ولكن في كل مرة كان التحدي يغلب الخوف، إلا في تلك المرات التي أواجه فيها نفسي.

وقفت الظروف كثيرا بيني وبين أحلامي ولم تمنعني عنها، ولكنني شعرت بالعجز فقط حين كان كل ما يفصلني عن حلمي هو القليل من الإرادة لمغادرة السرير / منطقة راحتي لأفعل شيئا بسيطا يمكنه أن يغير مسار حياتي لسنوات.

غيرتني السنوات الأخيرة كثيرا يارفعت. يراه البعض تغييرا للأفضل ويراه آخرون للأسوأ ولكن بالنسبة لي كان - بحلوه ومره - تغييرا مهمًا أتمنى لو أنه حدث من سنوات.

غيرت السنوات الأخيرة يارفعت الكثير من الأحلام داخلي، تغيرت قائمة أولوياتي عشرات المرات ولكنني أظن أنه في السنوات المقبلة لن يتزحزح "السلام النفسي" عن قائمة أولوياتي.




أما التغيير الأكبر والأهم، فهو أن أتقبل نفسي كما أنا. بكل عثراتي ومخاوفي وغرابة أطواري. أن أفهم أنني لا أحتاج إلى رضا العالم كله عني كي أتمكن من حب نفسي وتقبلها واكتشاف جمالها. هذا التغيير أدين به بشكل كبير لهؤلاء الأصدقاء الستة الرائعين الذين عرفتهم في وقت متأخر جداً ولا أعرف كيف سيكون شكل حياتي بعد انتهاء الرحلة القصيرة معهم. وأشعر أن كل ما كنت أحتاجه قبل سنوات هو أن أعرفهم وأن يخبرونني أنه لا بأس يمكنك أحيانا أن تكوني فاشلة أو ضعيفة أو تائهة. يمكنك أن تكوني غريبة الأطوار، أن تكوني خجولة وأن تشعري بالغيرة أحيانا، هذا لا يمنع أن هناك من يحبونك ويقبلونك تماما كما أنت.