أبحث عن..

أعرف جيدًا كل المبررات التي تسوقها لنفسك لممارسة لعبة الغميضة، تقترب تارة وتبتعد تارة، تلعب دور العجوز الحكيم مرة، والطفل الحرون مرة، واللامبالي المتعالي غالبًا. أضع لك بدلًا من المبرر عشرة آلاف يا عزيزي؛ أحتقرها كلها، ولازلت أحبك.

في هذه اللحظة يصلني صوت وردة من المقهى القريب تعترف "أكدب عليك إن قلت بحبك لسة أكدب عليك.. وأكدب عليك إن قلت نسيتك همسة أكدب عليك.. أومال أنا إيه؟ قول بس أنا إيه؟ اختار لي بر وأنا أرسى عليه". 

عزيزي إكس ـ احبك أكرهك

كانت هذه حالتي قبل شهور يا عزيزي، كنت مستعدة تمامًا أن أقف في الموضع الذي تختاره لي، كطفلة مهذبة أو تلميذة نجيبة، لكن في كل مرة أسمح لك أن تختار لي "بر أمشي عليه" كنت تتركني أغرق، أنت حتى لا تريد أن تتحمل مسؤولية اختيار مكاني في حياتك، تستمتع بالرؤية الضبابية، بالمساحة الرمادية، لتتمكن من التنصل في أي لحظة وتتهمني بإساءة الفهم. 

الآن بدلاً من أن يتمزق قلبي مع الأغنية، أشفق على المسكينة التي لا يزال أمامها مشوار طويل من المشي على الهوامش،  قبل أن تغادر الصفحة تمامًا وتعرف أنها أبدًا لن تنتقل إلى المتن.

هل كنت ضعيفة حين تركتك تختار البر؟ كنت ضعيفة ربما أو يائسة لدرجة أن أترك لك الدفة ربما تحدث المعجزة وننجو. ربما تركت لك الدفة كى لا ألوم نفسي أبدًا على الوجهة التي نصلها. لكي أغادر وأنا ممتلئة باليقين أنني منحت قلبي الفرصة كاملة ولا يوجد ما يستحق أن أنظر إليه خلفي. 

أعرف الآن بوضوح "أنا إيه".. اخترت بري ومرساي يا عزيزي وأرفضك بكل عقلي، بنفس قوة حبي لك. لا يختار إنسان مشاعره يا حبيبي المتلاعب، لكن يختار لأي صف ينحاز. انحزت لك كثيرًا يا حبيبي، وقد حان الوقت لأختار صفي. حان الوقت لأتحيز للوضوح والمصارحة الجلية بلا ظلال وتواريات، لأتحيز لفعل يبني عليه، لا خلخلة تزلزل سلامي.

 أنا أكره ترددك وأنانيتك، ولازلت أحبك...وأرفضك.

إهداء لكل نساء العالم خائبات الأمل في رجال لا يجيدون الرجولة.


نص مشترك ريم وجيه وسارة درويش