أبحث عن..




هل تجاوزتك؟ بالطبع! مضى 465 يومًا على الفراق ولم أعد أبكيك على الإطلاق. اليوم مثلاً، طفرت دموعي حين انكسر ظفري صباحًا، من المنطقي أن أبكيه لأنني اعتنيت به كثيرًا، وصبرت طويلاً ليصل للشكل الذي أحبه، ثم انكسر هكذا دون سبب ولا تفسير. بعدها انفجر غضبي في ساعي المكتب الطيب لأنه أفرط في سكر قهوتي الفرنسية وأضاع كل مجهودي في طرد السم الأبيض من جسدي. انزعجت بعدها طويلاً من سرعة انفعالي واندفاعي، وانفجرت في البكاء لأنني أسأت للرجل الطيب، واعتذرت، ربما أكثر من اللازم، حتى تأكدت أنه سامحني؛ لكنني لم أتوقف عن البكاء لأنني أكره الاعتذار.

لم يكن اليوم يوم حظي تمامًا، وبخني مديري في الاجتماع حين اكتشف أنني ساهمة لا أسمع حرفًا من كلامه، قاومت دموعي بصعوبة؛ لا يمكنني إلقاء اللوم على عطره الجديد، لقد تجاوزتك ولا يمكن أن تذكرني رائحته بك.
في المساء قررت اتباع نصيحة خبراء الطاقة: ترتيب فوضى القلب يبدأ من ترتيب فوضى بيتك، انهمكت ساعات طويلة في التنظيف، لكنني انزعجت حين اكتشفت ضياع 3 من جواربي في دورة الغسيل الأخيرة، كدت أبكي وفجأة تذكرت أن العناية ببشرتي تحسن دائمًا من مزاجي، لكنني لا أعرف كيف جرحتني عبوة كريم الترطيب في أصابعي، ولماذا أصبحت عيناي فجأة حساسة لرائحته العطرية فذرفت الكثير من الدمع الساخن. أرأيت؟ لقد تجاوزتك تمامًا، هناك نحو عشرة أشياء تزعجني الآن ليس منها غيابك.