أبحث عن..

 أعشق الصور وأستمتع بالغرق لساعات طويلة في تصفح العشرات منها. في ليالٍ كثيرة، أفتح موقع الصور الذي أدمنه، أكتب في مربع البحث الحروف الأولى لكلمة بيت ويكمل هو المهمة عني. أشعر بالدفء في تفاصيل صور البيوت. أقربها لقلبي تلك البيوت ذات الأرضيات الخشبية والوسائد الضخمة اللينة. أشعر بالراحة كأن جسدي اندس وسطها وتخلص من كل تعب.

أحب صور البيوت الدافئة ذات الإضاءة الخافتة والتفاصيل الحميمية المريحة. سرير قريب جدًا من الأرض، جدران مزينة بصور بدون إطارات، طاولات طعام صغيرة، وكراسي بسيطة بألوان متفاوتة.

أحب أصص الزرع في البيوت وعلى الشرفات وفي المطبخ. وأحب المطبخ النظيف المكتنز، ذو الشرفة أو النافذة التى تغطيها ستارة رقيقة ونظيفة. ويضم عشرات القطع غير المتطابقة ولكنها جميعًا تشبه أصحابه فتصبح في النهاية ـ بشكل ما ـ متشابهة.

أقع في غرام البيت فور أن أرى داخله قطة، تتمطى بكسل أو تخطر بدلال أو تنام مطمئنة في هدوء بأحد أركانه. فالقطة لا تسكن في بيت لا يسكنه الحب.

تخطفني صور الستائر المسدلة، خاصة حين يظهر في الصورة ضوء النهار الذي يحاول التسلل من نسيجها فتكسر قسوته ويصبح ضوءًا ناعمًا حنونًا.

أعشق صور الأكواب الخزفية، صواني الشاي أو القهوة الساخنة التي تحمل كوبين وتنتظر جلسة رائقة وحديث من القلب. أو تلك التي تحمل كوبًا واحدًا إلى جوار سرير أو كرسي مريح وكتاب، وتشي بخلوة طال انتظارها. أحب صور المزهريات الزجاجية البسيطة على طاولة خشبية عادية. وصور مفارش الدانتيل البيضاء الصغيرة على الطاولات الخشبية الصغيرة.

أحب اللحظة التي تغرب فيها الشمس والشرفات مفتوحة والستائر تتراقص بهدوء مع النسيم الخفيف. وأحب صور الأغطية المريحة المفرودة على السرير ببساطة، بشكل غير مثالى تجعل السرير يبدو كحضن مفتوح لاستقبالك في أي لحظة، للاستمتاع بالدفء وساعات كسل طويلة.

لدي ألبوم متخم بصور من بيت أحلامي الذي لا أعرف كيف يمكن أن يشبه كل تلك الصور في وقتٍ واحد، أقنع نفسي بأني سأغير من شكله عشرات المرات لأحصل في كل مرة على أحد أشكال البيت الدافئ الذي أحب. وأحيانًا أشعر بالخوف من ألا يشبه بيتي أي من هذه الصور، أن يكون كل ما يمكنني الحصول عليه هو بيتٍ صامت بزوايا حادة وألوان محايدة وأثاث يشبه زمني لا يشبهني. ورغم ذلك لا أتوقف أبدًا عن الاحتفاظ بتلك الصور، بتخيل أنني عشت هنا لحظات، أو أنني يومًا ما سأعيش هنا.