أبحث عن..


للمرة المليون بعد الألف، أدرك اليوم أنني أخشى الحب يا "رفعت"! منذ أفسدتني ربما، أو منذ أصبحت ألاحظ أن البدايات نفسها تتكرر. قلبي ينقبض ويسقط في قدمي ما إن أشعر بأحدهم يقترب، وبدون أن أشعر أجدني أحارب لإبعاده. 


أفسدتني يا "رفعت"، وأصبحت أبحث عن حبك في كل قصة محتملة، أقارنه بك، هل سيحبني مثلما أحب "رفعت" "ماجي"؟ هل سيراني كما يراها؟ والأهم.. هل سيعدني أن يظل معي حتى تحترق النجوم؟ أفتش عن صبرك يا "رفعت"، في كل محاولاتهم لاستعجال الوصول. أتمنى لو أن أحدهم ينتظرني بالصبر نفسه، يحيا عشرات السنوات ولا يريد من الدنيا سوى قُربي، بالمسافة التي تمنحني الحرية، ويكتفي أنني على الطرف الآخر من الأرض. 

أفكر طويلًا، هل أشبه "ماجي" لأستحق حبًّا كحبها؟ هل أتحمل جبنك، يا "رفعت"، ممن أحب؟ هل أحتمل أن يهرب مني لأنه يخشى أن نقترب فأكرهه؟ 


أنا أخاف القرب بقدر احتياجي له. أنا التي اعتادت أن تستمد قوتها من البعد، من جهل الآخر بنقاط ضعفها، من الأسوار العالية التي تبالغ في تأمينها لأنها تعرف أن البيت وراء الأسوار دون باب. 

أبالغ في التدقيق يا "رفعت"، وفي الاختيار، وأنا لم أعد متأكدة هل أستحق ما أريد؟ ليس في ما يخص الحب وحده، بل كل شيء. توقفت عن جلد ذاتي منذ مدة، وليس هذا ما أحاول أن أفعله، ولكنني لم أعد أعرفها كذلك. 

مر وقت طويل منذ المرة الأخيرة التي فككت فيها قلبي ومشاعري وأفكاري قطعة قطعة وتحسستها لأعرف من أنا.. منذ وقت طويل وأنا أتعامل مع نفسي كما أتعامل مع شعري المتشابك وأنا متعبة.. أمرر الفرشاة بهدوء من السطح ليبدو على ما يرام، وأنا أعلم أن الوضع معقد جدًّا في الأسفل، ولكنني أعلم كذلك أن رأسي لن تحتمل ألم فض الاشتباك.
18 Feb. 2015