أبحث عن..


لو أن لي أمنية أخيرة في هذه الحياة يا رفعت ستكون ألا أحتاج أحدًا على الإطلاق. ألا أحتاجه فعلاً، لا أن أحتاجه وأكتم شعوري، أو أتأقلم على الغياب، وإنما لا أشعر أبدًا بالحاجة لآخر.
أكثر ما أحبه فيك يا رفعت هو شعوري بالأمان المطلق تجاه علاقتي بك. أنا أعرف جيدًا أنك لن تخذلني، لن تغيب حين أحتاجك ولن أشعر بالحرج حين أريد أن أتحدث معك في مثل هذا التوقيت أو أفضي إليك بكل الأفكار الساذجة التي تدور ببالي. لن أفكر أبدًا بما تظنه فيّ حين أخبرك أسراري الصغيرة، لن أخشى أن أتكلم أكثر من اللازم، أو أقل من اللازم، أو ألا تكون محادثتي معك "نموذجية" تخبرك بما أشعر به فعلاً، لا أكثر ولا أقل.
لن تخذلني أبدًا يا رفعت لأنني لا أنتظر منك شيئًا، لا أكترث حتى هل تسمعني فعلاً أم لا؟ لا أنتظر ردًا، ولا أحتاجه. أحب أنك تجعلني أتكئ عليّ.
أشكر الله كثيرًا لأن هناك أشياءً كبيرة وعظيمة لم أجربها أبدًا، وفقدت الأمل في أن أفعل، لأنني في لحظة ما كان لازامًا علي أن أفقدها وأشعر بفجيعة حقيقية. قبل سنوات كنت أكاد أجن حين أفكر في هذه الأشياء التي لن يمكنني تعويضها مهما فعلت، تلك الأشياء التي لن يشبع جوعك إليها أن تمنحها لآخرين، ولكنني مع الوقت تصالحت مع الأمر ووجدت أنني أفضل حالاً هكذا، على الأقل الوجع لم يكن مباغتًا.
أنا هادئة /صاخبة جدًا هذه الأيام يا صديقي. أتقبل الكثير من التحديات بهدوء غريب ولا أبالي فعلاً هل سأنجح أم أفشل في تخطيها. أختبر حدود طاقتي أكثر وأكثر ولا أعرف متى سأنفجر ومتى أكتشف أنه ليس بوسعي أن أحتمل أكثر، وأخشى أن تأتي هذه اللحظة في الوقت الخطأ.
وفي داخلي أنا ممتلئة بالأسئلة، هناك زحام شديد في رأسي يمنعني حتى عن الكتابة بوضوح، وأشعر بالخوف من التوقف عن الكتابة إليك. لا أريد أن يحل هذا الصمت الثقيل من جديد بيننا.