..مشاعر مُرهَقة..
أرهقني كتمانها، وأرهقها بوحي بها
سارة درويش
طبعة إليكترونية ثانية | صدر للمرة الأولى في فبراير 2010
© جميع الحقوق محفوظة للمؤلف
إهداء
إلى...
من كتب بعينيه شهادة ميلاد حروفي
مع خالص حبي
سارة
- 1 –
أخطاء صغيرة
لم تعاملني أبدًا كطفلة.. ولم تغفر لي خطأ واحد في طفولتي..ولا في صباي أو شبابي، ولا حتى تلك الحماقات الصغيرة، التي يرتكبها الأطفال ويتحدث عنها آباؤهم ضاحكين.. تعلمت دائمًا أنه لا سماح على الخطأ ولا غفران للذنب..وكبرت وأنا أخفي عليك أخطاء صغيرة جدًا... عادية جدًا .. لكن الإحساس بالذنب كاد يقتلني، كبرت الآن وصرت نسخة منك.. لا مجال للأخطاء.. لا أغفر ولا أسامح،ليس من حق إنسان - أيًا كان - أن يخطئ !!
والآن..
هل تتوقع مني أن أسامحك وأغفر لك حين تعترف لي أنك أخطأت في تربيتي ؟؟
_ 2 _
حسبتها تشبهني
تعجبت حين قالوا أنك أحببت أخرى.. بهذه السرعة نسيتــني ؟!! لقد برهنت حقًا على صدق حبك ! لكنني حين قابلتها ضحكت.. و عرفت لماذا أحببتها ، كل ما فيها يشبهني... حديثها.. وصوتها.. وضحكها.. وجدها..حسبتها تشبهني، حسبتها تعوضك عني..
ونسيت أني واحدة في هذا الكون.. قد تشبهنني الكثيرات لكنني أظل واحدة.
وقد أضعتـني بحماقتك وكذبك وخداعك..أضعتــني بعد أن ملكتــني..
وأنا أغلى ما يمكن أن تملكه في حياتك.. أتعرف ؟!!
لا أُشفِق عليك بل عليها.. المسكينة.. قدرها أن تعيش نسخة مني..أن تكون ظلي ،
أن تحبك لأنك" أنت ".. وتحبها لأنها مثلي.
_ 3 _
لحظات معك
الثالثة عصرًا..
كنت فيما مضى أكره هذا الوقت من النهار جدًا، ودائمًا ما تجتاحني كآبة رهيبة في هذه الساعة.. لكن الوضع اختلف كثيرًا منذ أن صرنا معًا..
فمعك أصبحت الثالثة عصرًا تعني لي الكثير ..
في الثالثة عصرًا تختلط دقات قلبي بدقات أصابعك ذات الإيقاع المرح على باب عشنا الصغير، ويتراقص قلبي طربًا على ألحان دقاتك..
أجري إلى الباب كالطفلة المتلهفة إلى عودة أبيها الذي يحمل حلواها المفضلة.. و أنسـى بك يا حلوى عمري همومي و متاعبي التي أثقلت روحي في سنوات عمري الماضية..
****
الخامسـة عصرًا..
أشعر بالدفء وأنا أحتضن كوب الشاي الساخن ، و أنت تضمني بين أحضانك.. وأراقب في لذة المطر المتساقط بغزارة..أراقب قطراته بنشوة و أتمنى ألا يتوقف أبدًا منذ همست في أذني بأنك تحبني بعدد قطرات مطر الشتاء الذي نعشقه
****
الثامنة مساءًا..
أتناول عشائي ولا أشبع أبدًا.. فعشائي هو كلماتك الأخاذة.. التهم كلماتك التهامًا..أتلذذ بتذوق روعة إحساسك وصدق مشاعرك.. اصفق لك بحماس و روحي تحلق في السماء في محاولة عابثة للحاق بخيالك الجامح..
*****
منتصف الليل..
تشق ضحكاتنا السماء، ترج العالم رجًا فأشعر كأنها تخترق الجدران من حولنا وتدخل كل بيت لترتسم على وجه كل حزين وتمحو أحزانه في لمح البصر.. ونلهو معًا كطفلين يلعبان في غفلة من أبويهما
****
الثانية صباحًا..
غلبني النعاس وشعرت بيدك الحانية تشد عليّ الغطاء فغمرني إحساس رائع بالأمان لم أشعر به أبدا ًإلا معك.. وشعرت بقبلتك الدافئة تكلل جبيني، فصرت ملكة متوجة..
****
الرابعة فجرًا..
سمعتك تهمس في أذني بكلمات الآذان، و تدعوني برفق لأن أقف معك بين يدي المولى عز وجل.. نهضت مسرعة لأتوضأ كي أشهد أمام الله بأنه حين اختصني وحدي بك اختصني بأجمل نعمه على الإطلاق.. أشهد بأنك أروع مخلوق على ظهر الأرض.. نهضت لأدعو الله ألا أعيش لحظة واحدة بعدك.. وادعوه ألا تتعذب لحظة واحدة بعدى..
****
السادسة صباحًا..
جلست أتناول إفطاري الشهي من وجهك الملائكي ، وأخذت أراقب تنفسك المنتظم الهادئ.. وأنا أحسد أحلامك التي تحظى بك في هذه اللحظات..
_ 4 _
كرهتك يا هرتي
أحببتك حبًا بريئًا صافيًا.. وتقبلت خوفك مني..
عذرتك فأنتِ طالمًا خدعك الناس وغدروا بكِ.. حاولت أن أطمئنك وابعث في قلبك الأمان..
لكن كلما اقتربت منكِ ابتعدتِ،كلما حاولت أن أطمئنك فزعتِ..
تحملت أيامًا وشهوراَ عساكِ تعرفي أني لست مثل باقي الناس.. عساكِ تفرقي بين صدقي وخداعهم.. بين حبي و إعجابهم، ولكنك حمقاء يا هرتي الصغيرة.. حمقاء ولم تعرفي الفرق..
مللت من محاولات إرضائك.. مللت هروبك المتكرر مني.. مللت تدليلك الذي لا تقابلينه إلا بالجفاء..
كرهتك يا هرتي وسأبتعد عنكِ.. وعندما تفهمين الحقيقة لن أعود أبدًا إليكِ..
مهما شرحتِ و اعتذرتِ وحاولتِ الاقتراب مني..
أنا الذي لم يحبك أحد قدر حبي ؛ الآن لا يكرهك أحد قدر كرهي..
وداعًا يا هرتي الحمقاء.. وداعًا.
_ 5 _
صفحة جديدة
كنت مختلفًا في ذلك اليوم ، اشعر أن هناك ما تخفيه عني.. شعرت بالقلق.. لأول مرة تخفى أمرًا ما عنى...
وتكلمت أخيرًا..
كاد يغشى على حين سمعتك تخبرني بأنك تريد أن تنسى الماضي، و تطالبني بنسيانه ، أنك تريد أن تفتح صفحة جديدة في حياتك..صفحة مختلفة عن كل ما مضى.. مادت بي الأرض..
لماذا ؟!!
لماذا ونحن في ذروة عشقنا تضع هذه النهاية ؟!!
لماذا تريد أن تنسى الماضي وأنا ليس لي إلا الماضي ؟؟!!
لن أحيا إلا بذكرياتي معك..لن أحيا إلا بهواك..
ارتجفت..
كادت دموعي تخونني ، لكنى تمالكت نفسي..
طلبت مني أن أقابلك غدا ً لنطوي الماضي ..
آآه وكأنك تطلب مني أن أتقدم بثبات نحو المشنقة..
لا أدرى كيف مر الليل..
كيف جاء الغد الذي قتلني الخوف منه قبل أن يقتلني فراقي عنك..
كلمتني كلام كثير لم أسمع منه حرفا ً.. كل ما همني هو أن املأ عيني بك..
أن استمد من عينيك أخر قوتي .. لعلي أحيا لبضع دقائق بعد رحيلك..أخرجت دعوة فرح..
أعطيتها لي..
أها أهو كذلك ؟! لقد اخترت وقررت.. لقد فتحت صفحتك الجديدة..فلم تريديني اليوم إذن ؟!!
فتحتها وقرأت اسمك بها، ومات بداخلي أخر أمل.. شعرت بالموت يأخذني،،انشطرت روحي لنصفين.. أحدهما يكاد يموت ولا يقرأ اسم امرأة أخرى بجوار اسمك.. والآخر يموت لهفة ويريد أن يعرف من تلك التي اخترتها و فضلتها على غرامنا وحبنا وسنين عشقنا..
جمعت شتات نفسي وقرأت اسمها..
يا إلهي !!
انه اسمي ...
اسمي أنا
حسبتني أتخيل.. حسبتني أحلم..
" حبيبتي، هل تقبلين أن يجاور اسمك اسمي ؟؟!!
هل تقبلين أن امضي بجوارك بقية عمري ؟؟!!
حبيبتي هذى الصفحة الجديدة التي أود فتحها..
لقد سئمت أن نخشى نظرات الناس لنا..
سئمت أن نعشق في الظلام..
أن نسرق الحب في غفوات الناس والأيام..
حبيبتي أتمنى أن تنسى حبنا الذي عاش سنينا في الظلام..
فمن الآن سنفتح صفحة جديدة..
لا تحمل كلمة خوف ولا رهبة ولا أوهام..
فقط تحمل حقيقة أني لكِـ..ولن أكون إلا لكِـ... "
_ 6 _
لا تعتذر
بالله عليك لا تعذبني،لا تعتذر أو تشفق عليّ، فأنت لم تجرح قلبي أبدًا.. بل حتى لم تخدشه.. إن قلبي مثل الماس، لا يؤثر به إلا الماس... ولا يُجرح.. بل يُصقل ...
وأنتَ مجرد ذرات رمال أتتني مع ريحٍ عابرة... هزت قلبي قليلًا... وحركته – اعترف - لكنها لم تستطع أن تغيره...
أتسأل لمَ الدمع إذًا ؟؟
دمعي لأنك أهنت ذكائي حين حسبتني ساذجة ستخدعني بنظرة وكلمتين...
لكن !!! أتعلم؟؟! لقد كدت انخدع، فقد مثلت دور العاشقين ببراعة ليس لها مثيل...
لا أدرى كيف كنت تجعل كل ما فيك يرتجف لرؤيتي...
ولا كيف كنت ترسم العشق على كل ملامحك...
ولا كيف جعلت عيناك تكذبان، وتحكي لي ما تريده أنت، ليس ما بداخلك... أو ربما دمعي لأني حسبتك ماسة، تستطيع أن تزيل عن قلبي ما تراكم من هموم وحزن وألم... وفوجئت بك مجرد صخرة عادية..كأي صخرة أقابلها كل يوم...
مجرد حجر في الطريق تطله كل يد...
وتطأه أي قدم...
ربما لهذا بكيت.. فلأول مرة تخدعني فراستي ويخونني إحساسي وتخطئ بصيرتي...
كما ترى هو خطأي أنا.. لذا ليس عليك أن تعتذر...
_ 7 _
جرحتك
جرحتك.. نعم جرحتك ويجب أن اعترف بذلك، لعلي أستطيع أن أسامح نفسي يومًا على ما فعلته بك..
فقد كنت اشعر بقلبك الخافق بحبي كل لحظة، ولم اكترث به..
وكثيرًا ما قرأت عذابك على شفتيك، وقد أبت كرامتك عليك أن تبث شكواك لكنني تماديت في عنادي وغروري..
وحين استجمعت شجاعتك وجئت تصارحني بحبك لم اعرك أدنى اهتمام.. بل قسوت عليك وغرست خنجري البارد في قلبك..
وحين ابتعدت بجراحك النازفة لم أفكر بك لحظة واحدة..
لم اشعر بهول ما كنت تعانى مني إلا حين عانيت..
و انجرحت مثلما جرحتك وربما أكثر منك..
الآن فقط عرفت معنى أن تبوح بحبك لمن لا يستحق.. تخيل !! تخيل أن هناك من هو أقسى مني ؟!! هناك من جرحني وثأر لقلبك مني !!
حينها فقط تذكرتك.. تذكرت خنجري المغروس في قلبك..
تذكرت كل ما فعلته بك.
والآن جئتك اعترف بما جنيت عليك..لا احلم أن تسامحني فإن ما فعلته اكبر و أقسى من أن يُغتَفر.. ولا احلم أن يسرى حبي في عروقك من جديد.. لا لأني لا أريدك هذه المرة..
بل لأني لا استحقك..
_ 8 _
ملهمتك
لأول مرة يعرف قلبي الحسد، وربما الحقد أيضًا... نعم احسدها..
احسدها تلك التي ملكت عليك قلبك.. تلك التي لا ترى سواها عينيك...تلك التي عشقتها وغازلتها في كلماتك وشعرك...
أتدري ؟! لقد كرهتها أيضًا...
نعم كرهتها حين لمحت في كلماتك أنها تعذبك، أنها لا تشعر بك ولا تهتم بحبك... وكيف لا تشعر بك و أنت بركان حب متفجر، وبستان من المشاعر الراقية والأحاسيس المرهفة ؟!!
ليتني أكون مكانها ليوم واحد... ليتني أكون ملهمتك للحظة واحدة ,, وحينها يا سيدي سأجعلك تذوب عشقًا..
كل هذا دار بخلدي حين تذكرتك..سافرت إلى عالم آخر...
تخيلتني بجوارك، و تخيلتك تغمرني بحبك.. بحنانك.. بحديثك العذب..أغمضت عيني وتمنيت إلا ينتهي هذا الحلم الرائع....
أغمضتها وما همني أنى أسير في الطريق.... ما همتني نظرات الناس و لا كلامهم...وفجــــأة اصطدمت بك، وبعثرت أشياءك....
يا لحظي العاثر....
ترى كيف تظن بي الآن ؟؟!! بالتأكيد تحسبني فتاة طائشة متهورة....أو ربما حسبتني مجنونة ....
تمنيت لو تبلعني الأرض لحظتها، ما قويت على النظر إلى وجهك....وتمتمت بكلمات مبهمة أنا نفسي لا اعرف أكانت اعتذار لك..أم توبيخ لنفسي،وانحنيت اجمع أوراقك التي بعثرتها....
وفجأة.. لمحتها.. لمحتها بين أوراقك....
رباه إنها صورتي !!
يا إلهي !! أهي أنا ؟؟؟!!!
نظرت إليك مذهولة،،
ارتبكت أنت وتلعثمت..
وجدتك تعتذر لي وقد شحب وجهك
" أنا آسف.... إنني.... أ.. أ.. إنكِ "
قلها بالله عليك...قلها ولو مرة في حياتك..
دون أن اشعر قلبت الصورة فإذا بي أجدك كتبت
" ملهمتي وحبيبة عمري... متى تشعرين بي ؟؟!! "
أنا.... أنا اشعر بك ؟!! وهل شعرت بسواك يومًا ؟!!
رباه أنا ملهمتك ؟!! أنا تلك التي وصفتها في شعرك ؟!
أنا تلك التي همت بها عشقًا ؟؟!!
" ولمَ تركتني أتعذب كل هذا الوقت ؟؟!! "
خرجت من فمي وأنا كالمغشي عليها.. لا اشعر بما أقول
نظرتُ لي بدهشة..
" رأيتكِ أعظم من أن أتخيل حتى أن تبادلينني الحب.. "
يا لحماقتك...بل يا لحماقتي.. يا لحماقتنا..
أكل هذا الوقت أضعناه من عمرنا دون أن اعلم انك تحبني ودون أن تعلم أني عشقتك ؟!!
*********
حبيبي أتذكر تلك اللحظات ؟؟! إنها لحظات ميلادي..
لم انسها لحظة واحدة....
تذكرتها يوم زفافنا..
ويوم ميلاد كل طفل من أطفالنا..
واذكرها كلما أسعدتني..
أو أغضبتني...
أو أتعبتني...
" مــــلهمتي "
إنها أجمل كلمة سمعتها في حياتي..
ووددت لو أمحو اسمي و اكتبها في أوراقي و بطاقاتي...
_ 9 _
تلميذتك
رأيتها تخطر برقة الملاك، خطفت قلبي من بعيد.. وكلما اقتربت كلما اشتد خفقان قلبي،شعرت بحنين غريب يأخذني إليها.. وكأني اعرفها من زمن..
واقتربت أكثر.. شعرت كأني مراهق.. أريد أن أجري عليها و أصارحها بحبي..ظننت بنفسي الجنون .. كيف أحبها ولأول مرة أراها ؟؟؟؟!
اقتربت أكثر ،،
و أنا ازددت ارتباكًا وحيرة ..بل وخوفًا..
لكن ابتسامتها الجميلة بعثت بعض الطمأنينة في نفسي..
اقتربت أكثر ومدت يدها تصافحني..
" ألا تذكرني يا سيدي أنا تلميذتك.. آسرة "
آاااااااه تلميذتي.. نعم أنتي مدللتي الصغيرة..أنتِ التي طالما أعجبني ذكاءك وعنادك ودلالك..
آااااااااااه لكم تمر سريعا أيها الزمن..لم أتخيل أبدًا أن أُعجب بتلميذتي..
طفلتي التي كبرت على يدي...
" ياااااه.. و أين ذهبت ضفائرك الذهبية يا صغيرتي ؟!! "
توردت وجنتاكِ خجلًا، و شعرتُ بحماقتي.. لقد كبرتِ يا صغيرتي..و أخفيتِ ضفائرك الرائعة بحجابك..لكنك لم تستطيعي أن تخفي رقتك وجمالك..شعرت بأني أطلت وقوفي معك،،
رأيتك محرجة، تبغين الرحيل.. نعم يا صغيرتي ليس هناك سوى الرحيل..
فربيعي على وشك الرحيل.. و أنتِ.. أنتِ يا صغيرتي ربيعك يبدأ شهوره الأولى..
ارحلي يا صغيرتي.. لن أكون أبدًا حبيبك مهما تمنيتُ.. فقد قلتيها لي..أنهيتِ آمالي وأحلامي بكلمة واحدة... " تلميذتك "
_ 10 _
هي.. وهي
كانت المرة الأولى التي ترى فيها ملامحها عن قرب..
تطلعتْ إليها بنهم، باحثة عن شيء واحد فيها يبرر لزوجها أن يخونها معها..دققتْ في كل شبرٍ فيها وكأنها تلتهمها بعينيها..كانت جالسة على بعد عشرات السنتيمترات منها،
لا تدرى لمَ لم تقترب أكثر.. هل لأنها لم تجرؤ على الاقتراب أم لأنها لا تطيقها ولا تطيق أن تقترب منها أكثر ؟!!
اجتاحتها مشاعر عدة نحوها..
مشاعر متضاربة ومتناقضة لم تستطع تحديدها بوضوح..
إلا أن سؤالًا واحدًا تردد في عقلها ورفض أن يبرحه حتى كاد يفتت ذرات مخها وهو يبحث كالمحموم عن إجابة
"مـاذا فيكِ أيتها اللعينة كي يفضلك علي ؟!!"
كانت هذه المرة الأولى التي تواجهها بهذا السؤال..كررته عشرات المرات كالمجنونة لكن... بلا جدوى
لقد كانت غريمتها مسجية على فراش الموت بعد أن غادرت عالمنا قبل لحظات قليلة.. نظرت لها مرة أخيرة وقالت لها :
" قتلتينني بسكين بارد مئات المرات في حياتك وأنا أرى حبه لكِ ولهفته عليكِ،،
وكتمتُ غيرتي بداخلي وتظاهرت بالغباء خشية الفضيحة،،
وخوفًا مما يمكن أن يفعله زوجك... والآن..
الآن حتى بعد مماتك تقتليني للمرة المليون وأنا أرى حسرة زوجي عليكِ،ودموعه الحبيسة التي تخشى الفرار - وان كانت تتمناه – لمـــاذا ؟!! لمـــــــاذا ؟؟ "
وغادرت الحجرة لكنها قبل أن تخطو آخر خطواتها خارجها كانت سامحتها وذرفت الدمع إشفاقًا عليها ؛
وهي التي أقسمت آلاف المرات أنها لن تسامحها أبدًا..
وبرغم هذا فإنها لم تستطع أن تسامحه حتى الآن .. ربما لأنه لم يمت بعد.. !!
_ 11 _
أبحث فيك عن طفلي
أحب دومًا أن أبحث فيك عن طفلي.. أحب أن ألمح فرحتك الطاغية بتدليلي لك، أحبك حين تأتي إليّ مثقلًا بالهم و نقتسمه معًا تسألني عن الحل.. تسألني عن السبب، وكثيرًا ما أعجز عن حل مشاكلك، لكنني دومًا أنجح في أن أكفكف دموعك، وأن أبعث بعض الطمأنينة في قلبك..
وأحبك حين تأتي إلي طائرًا بجناحي الفخر والفرحة.. تقتسم معي فرحتك بنجاحك، أو فرحتك بفكرة جنونية
أتعبتك كثيرًا وطاوعتك أخيرًا.. فرحتك بأي شيء مهما كان صغيرًا..
أحبك حين تتخلى عن كل كبرياء الرجولة والمكانة المرموقة وتخلع عنك " هو " وتبقى فقط " أنت ".. أنت الذي أعرفه وحدي
الذي أعشقه وحدي.. أنت يا كنزي المثير الذي يدهشني كل يوم بلؤلؤة جديدة.. بسبب جديد لعشقك.
أحب جدًا أن أسمع منك أنك لا تطمئن إلا معي.. لا تبكي إلا معي.. لا تضحك من قلبك إلا معي..
أحب أن اشعر دومًا كأني أمك الحنون
تحبني منذ وُلدت , ولا تطيق البعد عني.. أمك التي يربطك بها شيء خفي.. أكبر بكثير مما يتخيله البشر.
وأحب دائمًا أن أسامحك.. أن أغفر لك حماقاتك الصغيرة، ابتسم في وجهك وأنا أرى محاولاتك المستميتة لإرضائي بعد أن أغضبتني.. وأعجب.. كيف لا يمكنني أن أقسو عليك ؟!! كيف أبتسم لك وقد كنت أنوي أن أخاصمك وأهجرك ؟؟
لماذا أبكي بدلًا من أن أثور في وجهك ؟
يا حبيبي.. يا طفلي.. ويا كنزي.. أ ح ب ك
-12 –
إلى من ستكون زوجة حبيبي
أرجوكِ أرفقي به و اهتمي لأمره، أرجوكِ افعلي المستحيل واجعليه يحبك.. لأنه تمنى طوال حياته أن يحيا مع زوجة يحبها..
و أرجوكِ ألا تغضبي منه حين يغضب.. و لا تجرحيه فهو برغم كل شيء طيب القلب.
أرجوكِ حاولي أن تكوني الشهد والبلسم في أيامه فقد ظلمته الأيام كثيرًا
وحاولي أن تدلليه دومًا بالكلمات.. بالهدايا البسيطة .. أو حتى بابتسامة..
فقد أخبرني مرة أنه كالطفل يسعد بأي شيء مهما كان صغيرًا..
وإذا مررتما معًا في مكان و لاحظتِ شجونه لا تحزني وحاولي أن تسري عنه ولا تسأليه عن السبب فربما تذكر خطواتنا في المكان ذاته..
اهتمي به كما تهتمين بأطفالكما و أكثر و كلما وهن أو ضعفت ثقته بنفسه شدي من أزره فهو يحتاج دائمًا لمن يذكره بمدى روعته..
وامزحي معه كثيرًا فقد رأى في حياته من الشجن ما يكفيه عمرًا فوق عمره
و أرجوكِ.. أرجوكِ اسمحي لي أن أقول له الآن أنني أحببته حبًا يفوق إدراك البشر.. و أعدك أنها المرة الأخيرة التي سأقولها له فيها.
-13 –
لماذا يخدعها الرجال ؟!
( 1 )
مجرد أصدقاء.. هكذا اتفقا أن يكونا..
لم تطمع في أكثر من هذا..
تحدثا كثيرًا.. تضاحكا كثيرًا..
وبكت لأحزانه كثيرًا..
ثم صارحها بحبه..
ارتبكت، لم تدرِ بم تجيبه..
قرأت الحزن في عينيه..
فوقعت بين نارين..
تساءلت كثيرًا هل أحبه ؟؟!!
إنها ترتاح لحديثه، وتشتاق له
ترى فيه الكثير من الصفات التي طالما حلمت بها..
أدركت أنها تحبه.. صارحته.. لكنه تركها ورحل
وكأن هزيمتها هي كل ما يريد..
( 2 )
قررت أن تنسى الحب..
أن تحيا بلا قلب..
أن تطوى مشاعرها بين حنايا قلبها
وتخفيها عن أعين الناس للأبد..
ولم تفارق نظرة الحزن عيناها - أيضًا - للأبد..
وقابلته صدفة،
وشاءت الأقدار أن يتجاذبا أطراف الحديث
انبهر بكل ما فيها
خاصة الحزن الذي يغلف العينان ببريق له سحر خاطف
كانت أكثر حذرا هذه المرة،
وقررت ألا تسمح له باقتحام قلبها
وابتعدت..
فاقترب
ابعتدت فاقترب..
واقترب..
وتسلل من ثغرة الأحزان لقلبها الظامئ للحنان..
غمرها بحنان لم تره في حياتها أبدًا..
غمرها بسعادة لم تعيشها أبدًا
و انتظر..
لم يتعجل أبدًا أن تحبه..
لم يتعجل أن ينال إعجابها..
و بكل الصبر أصر على أن يكونا معًا..
شاءت أو لم تشأ سيكون بجوارها..
جذبها إصراره وعناده
و أسرها حنانه..
وصارحته لأول مرة بأنها تحتاجه..
......... فرحل..
( 3 )
انطفأ بريق عينيها ثانية..
وذبلت الزهرة الجميلة..
ومات قلبها
أو هكذا تخيلت..
كرهت كل الرجال..
مجرد أصدقاء.. هكذا اتفقا أن يكونا..
لم تطمع في أكثر من هذا..
تحدثا كثيرًا.. تضاحكا كثيرًا..
وبكت لأحزانه كثيرًا..
ثم صارحها بحبه..
ارتبكت، لم تدرِ بم تجيبه..
قرأت الحزن في عينيه..
فوقعت بين نارين..
تساءلت كثيرًا هل أحبه ؟؟!!
إنها ترتاح لحديثه، وتشتاق له
ترى فيه الكثير من الصفات التي طالما حلمت بها..
أدركت أنها تحبه.. صارحته.. لكنه تركها ورحل
وكأن هزيمتها هي كل ما يريد..
( 2 )
قررت أن تنسى الحب..
أن تحيا بلا قلب..
أن تطوى مشاعرها بين حنايا قلبها
وتخفيها عن أعين الناس للأبد..
ولم تفارق نظرة الحزن عيناها - أيضًا - للأبد..
وقابلته صدفة،
وشاءت الأقدار أن يتجاذبا أطراف الحديث
انبهر بكل ما فيها
خاصة الحزن الذي يغلف العينان ببريق له سحر خاطف
كانت أكثر حذرا هذه المرة،
وقررت ألا تسمح له باقتحام قلبها
وابتعدت..
فاقترب
ابعتدت فاقترب..
واقترب..
وتسلل من ثغرة الأحزان لقلبها الظامئ للحنان..
غمرها بحنان لم تره في حياتها أبدًا..
غمرها بسعادة لم تعيشها أبدًا
و انتظر..
لم يتعجل أبدًا أن تحبه..
لم يتعجل أن ينال إعجابها..
و بكل الصبر أصر على أن يكونا معًا..
شاءت أو لم تشأ سيكون بجوارها..
جذبها إصراره وعناده
و أسرها حنانه..
وصارحته لأول مرة بأنها تحتاجه..
......... فرحل..
( 3 )
انطفأ بريق عينيها ثانية..
وذبلت الزهرة الجميلة..
ومات قلبها
أو هكذا تخيلت..
كرهت كل الرجال..
وكادت تكره الدنيا بأسرها..
وظهر كرهها لهم في كل لفتة وكلمة تصدر عنها..
بل وحتى ظهر كرههم في صمتها..
والتقطتها عيناه..
أراد أن يعلم ما سرها..
راقبها من بعيد..
شغف بها
وخفق قلبه بحبها..
ولأنه كان صادقًا قرر أن يقترب
ولأنها مخدوعة قررت أن تبتعد..
وظهر كرهها لهم في كل لفتة وكلمة تصدر عنها..
بل وحتى ظهر كرههم في صمتها..
والتقطتها عيناه..
أراد أن يعلم ما سرها..
راقبها من بعيد..
شغف بها
وخفق قلبه بحبها..
ولأنه كان صادقًا قرر أن يقترب
ولأنها مخدوعة قررت أن تبتعد..
أصر على الاقتراب
فسألته سؤلًا واحد :
لماذا تصر أن تخدعني ؟؟ لماذا تصر أن تجرحني ؟!!
قل لي أرجوك، لماذا يخدعني الرجال ؟!!
ورحلت عنه للأبد..
ولأنه كان صادقًا
لازال إلي الآن لا يعلم،
لماذا يخدعها الرجال ؟!!!!
فسألته سؤلًا واحد :
لماذا تصر أن تخدعني ؟؟ لماذا تصر أن تجرحني ؟!!
قل لي أرجوك، لماذا يخدعني الرجال ؟!!
ورحلت عنه للأبد..
ولأنه كان صادقًا
لازال إلي الآن لا يعلم،
لماذا يخدعها الرجال ؟!!!!
-16 –
قبـل الثامنة
حبيبي باقِ دقائق وتدق الثامنة...وقبل الثامنة أردت أن أقول لك أنى لم أحب أحداَ سواك..ولم ولا أتخيل حياتي بدونك.. أردت أن أقول لك أنى أحبك.. أحبك بعدد نبضات قلبي.. بعدد دموعي لفراقك..ولا أتخيل أن يمر يوم دون أن أرشف قهوتي الصباحية من بن عينيك..لا أتخيل وسادة لي غير قلبك.. ولا أحلاماَ تخلو منك..لكن كل هذا سيحدث حبيبي بعد الثامنة..
حبيبي هذه آخر دقيقة أستطيع فيها أن أناديك ( حبيبي )..فمع دقات الثامنة سترتفع أيادٍ..وستتحرك يد أبى لتوضع في يد هذا الذي لا أعرفه..سيتلون آيات الفاتحة..وقبل أن تفارق يدا أبى يداه يجب أن نفترق.. يجب أن أنساك..يجب ألا أحبك حتى لو لم أحبه.. و إلا صرت خائنة..حبيبي مع دقات الثامنة ستكون آخر دقات قلبي..سأكف أخيرا عن الاحتضار وأشقى في ميتتي التي لا يعلم سوى الله إلى متى ستدوم حتى تدركني رحمة ربي و أموت ميتتي الأخيرة..والآن وداعا يا من أحببتك بكل ذرة في كياني فقد دقت الثامنة.
-14 –
لا أريد حلًا
أنا لا أريد حلا لمشاكلي، ولا أريدها أن تنتهي.. كل ما أريده هو أن تفكر معي.. حتى لو لم نصل إلى حل...
احتاج لأن تكف عن معاملتي كطفلتك المدللة
احتاج لأن تكف عن معاملتي كطفلتك المدللة
((طلباتي أوامر ))
أو كما تكون أنت الجني المكلف بتحقيق كل أمنياتي وحل جميع مشاكلي في لحظة واحدة.. أريدك أن تشكو لي كما أشكو لك..أن تحتاجني كما احتاجك..
أن اشعر أنى افعل لأجلك أي شيء ولو كان ضئيلًا...
أن تبكى أمامي كطفل صغير...
أن تهدم ذلك الجدار الذي تسميه كبرياء الرجولة ...
صدقني أنت لا تتخيل كم يقرب الضعف بين القلوب.. صدقني دمعك لا يجعلك صغيرًا في عيني بالعكس... إنه يجعلني أشعر انك بالفعل إنسان..
تذكر أنى لم أحبك لأنك أقوى الرجال، ولا لأنك الوحيد القادر على إسعادي.. بل لأنك تتمنى لو تجعلني أسعد نساء الكون...حتى لو فشلت في ذلك.. فستظل دوما حبيبي...
أو كما تكون أنت الجني المكلف بتحقيق كل أمنياتي وحل جميع مشاكلي في لحظة واحدة.. أريدك أن تشكو لي كما أشكو لك..أن تحتاجني كما احتاجك..
أن اشعر أنى افعل لأجلك أي شيء ولو كان ضئيلًا...
أن تبكى أمامي كطفل صغير...
أن تهدم ذلك الجدار الذي تسميه كبرياء الرجولة ...
صدقني أنت لا تتخيل كم يقرب الضعف بين القلوب.. صدقني دمعك لا يجعلك صغيرًا في عيني بالعكس... إنه يجعلني أشعر انك بالفعل إنسان..
تذكر أنى لم أحبك لأنك أقوى الرجال، ولا لأنك الوحيد القادر على إسعادي.. بل لأنك تتمنى لو تجعلني أسعد نساء الكون...حتى لو فشلت في ذلك.. فستظل دوما حبيبي...
-15 –
أتذكرني ؟
أتذكرني ؟؟!!
أنا التي كانت تنتقى لك أجمل الثياب لكي تبدو دوما رائعًا...
أنا التي كانت تسهر ليلها تربت على كتفك وتدفعك للأمام...
أنا التي كانت تتمنى لو تدفع عمرها وتكون أنت أعظم رجال العالم.. بل وأعظم رجال الكون.. أنا التي أقنعتك دائمًا أن مكانك ليس إلا في المقدمة..
أتذكرني ؟؟!!
أنا أول إنسانة تنكرت لها بعدما صدقت انك أعظم رجال العالم...
أنا أول من عبست في وجههم بعدما ابتسمت لك الحياة...
أنا أول من اتهمتها بأنها لا تليق بمن هو مثلك في المقدمة...
الم تذكرني بعد ؟؟!!
حتى لو لم تذكرني..
ما عاد يعنيني في شيء... فات لم تعد تمثل لي أي شيء..
فكما صنعت منك رجلًا..سأصنع من غيرك أعظم رجل...
لكنه هذه المرة سيكون رجلًا بالفعل.. وحينها سأقف " معه " لن أقف " خلفه" فقد وعيت الدرس.
أنا التي كانت تنتقى لك أجمل الثياب لكي تبدو دوما رائعًا...
أنا التي كانت تسهر ليلها تربت على كتفك وتدفعك للأمام...
أنا التي كانت تتمنى لو تدفع عمرها وتكون أنت أعظم رجال العالم.. بل وأعظم رجال الكون.. أنا التي أقنعتك دائمًا أن مكانك ليس إلا في المقدمة..
أتذكرني ؟؟!!
أنا أول إنسانة تنكرت لها بعدما صدقت انك أعظم رجال العالم...
أنا أول من عبست في وجههم بعدما ابتسمت لك الحياة...
أنا أول من اتهمتها بأنها لا تليق بمن هو مثلك في المقدمة...
الم تذكرني بعد ؟؟!!
حتى لو لم تذكرني..
ما عاد يعنيني في شيء... فات لم تعد تمثل لي أي شيء..
فكما صنعت منك رجلًا..سأصنع من غيرك أعظم رجل...
لكنه هذه المرة سيكون رجلًا بالفعل.. وحينها سأقف " معه " لن أقف " خلفه" فقد وعيت الدرس.
-16 –
شخص أعرفه
لم اصدق حتى تلك اللحظة أن ما بيننا انتهى، لم اصدق أن حبنا أصبح الآن مجرد ذكرى،،
أنك الآن لست معي، ليس من حقي أن احبك.. أن اشتاق إليك.. أن أدللك..أن أغار عليك.. أن احلم حتى بك..
كنت احلم كل يوم أنى أفقت من هذا الكابوس المريع وأنك عدت لي مرة أخرى.. أقسمت أنى حينها لن أعاتبك على هجري و لن أحاسبك على جرحى..
استبد بي الشوق حتى كاد يقتلني.. اشتقت لهمسك.. لضحكك.. لغزلك..اشتقت حتى لغضبك و عتبك،،
ضاقت بي الدنيا..
لم اشعر بنفسي إلا و أنا في الشارع.. أخذتني قدماي إلى ذلك المكان الأثير لنفسك.. وكما توقعت.. رأيتك هناك،،
طار قلبي شوقا إليك.. جريت عليك،،
مددت يدي أسلم عليك،وفتحت فمي كي أبثك أشواقي،،
لكن، قبل أن أتكلم رأيتها.. رأيت يدك تحتضن يدها..
ولمحت في عينيها حبًا لك وغيرةً عليك.. رأيتك ترتجف و لمحت في عينيك حيرة.. شعرت بك تبحث عن كلمات تقدمني بها إليها..
حينها فقط أفقت من أحلامي، أدركت أنك لم تعد معي..
لم تعد لي.. انتهى مابيننا و أصبحت لغيري، تدين لها بإخلاصك وحبك.
حينها دمعت عيني.. وسحبت يدي.. وقبل أن تنطق أنت.. اعتذرت قائلة :
أنك الآن لست معي، ليس من حقي أن احبك.. أن اشتاق إليك.. أن أدللك..أن أغار عليك.. أن احلم حتى بك..
كنت احلم كل يوم أنى أفقت من هذا الكابوس المريع وأنك عدت لي مرة أخرى.. أقسمت أنى حينها لن أعاتبك على هجري و لن أحاسبك على جرحى..
استبد بي الشوق حتى كاد يقتلني.. اشتقت لهمسك.. لضحكك.. لغزلك..اشتقت حتى لغضبك و عتبك،،
ضاقت بي الدنيا..
لم اشعر بنفسي إلا و أنا في الشارع.. أخذتني قدماي إلى ذلك المكان الأثير لنفسك.. وكما توقعت.. رأيتك هناك،،
طار قلبي شوقا إليك.. جريت عليك،،
مددت يدي أسلم عليك،وفتحت فمي كي أبثك أشواقي،،
لكن، قبل أن أتكلم رأيتها.. رأيت يدك تحتضن يدها..
ولمحت في عينيها حبًا لك وغيرةً عليك.. رأيتك ترتجف و لمحت في عينيك حيرة.. شعرت بك تبحث عن كلمات تقدمني بها إليها..
حينها فقط أفقت من أحلامي، أدركت أنك لم تعد معي..
لم تعد لي.. انتهى مابيننا و أصبحت لغيري، تدين لها بإخلاصك وحبك.
حينها دمعت عيني.. وسحبت يدي.. وقبل أن تنطق أنت.. اعتذرت قائلة :
" آسفة كنت أحسبك شخص اعرفه "
واستدرت مبتعدة بعدما لمحت الراحة على ملامحك وملامحها....
واستدرت مبتعدة بعدما لمحت الراحة على ملامحك وملامحها....
-17 –
جئت لأقول أحبك
طرقت بابك وكل مافيا يرقص طربا... قلبي يخفق و يداي ترتجفان.
لا تخف.. لم آتِ كي افتح أوراقًا قديمة... بل جئت كي أكتب سطورًا جديدة... لم آت لأعاتبك على ما فعلت بي ؛ لقد شفى قلبي ولا أريد فتح الجرح من جديد... ألمح في عينيك سؤالًا أن لما جئت وكل ما بيننا انتهى؟؟!! وأشعر قلبك يخفق متخوفًا من كلام قد يجرحك...
لا يا عزيزي..لقد جئت اليوم كي أقول لك أنى أحبك...
نعم احبك، اعرف أن كل ماضينا انتهى، أعرف أننا لا نصلح لبعض، اعرف أن طريقنا مسدود.. لكن حبي اليوم مختلف.
أنا احبك كما أحببت كل هذا الكون... فقد وجدت حب عمري.. وجدت قلبًا طاهرًا.. ولا أحب أن أكون بجوار قلبه الطاهر وقلبي به نقاطًا سوداء...
إني أحبك لأني أحبه حبًا وسع الكون فلم يعد قلبي يتسع لشيء غير الحب...
- 18 -
خطاب آخر
" حبيبي اشتقت إليك.. اشتقت إليك رغم انك لم تغب عن عيني لحظة ، ولم يكف صوتك عن الرنين في أذني.. لكنى اشتقت لأن تعود إليّ كما كنا في الماضي..أن أحيا معك أيامي.. أن أصحو على مرحك العذب و أغفو على صدرك الحنون.. أن تشاركني كل كبيرة وصغيرة في حياتي.. تشاركني صخبي وجنوني وأفراحي و أحزاني.. اعلم أنك تشعر بي رغم البعد..لكن وجودك يعني لي الكثير.. حبيبي طالت ضفائري كما تحبها، وتشتاق ليديك الحانيتين لتعبث بها وتعود بي وبها إلى طفولتي الحبيبة..
وعطرك الأثير حبيبي يشكو لي السجن داخل الزجاجات الضيقة.. يشتاق لرؤيتك، لأن يخرج ويداعب انفك ويعطرك..
وشجرة البرتقال حبيبي التي طالما استندنا إلى جذعها و أمتعتني و أمتعتها بحديثك العذب الدافئ..
أزهرت شجرة البرتقال حبيبي وشكت لي اشتياقها إلى الموعد..
تسألني حبيبي لمَ تأخرت فبمَ أجيب ؟!!
حبيبي هذا خطاب آخر سأطويه واقطف أروع زهور حديقتنا و أضعها معه جوار قبرك.. لتعوض عجزي عن النوم جوارك في القبر، أو حتى خارج جدرانه.. لتؤنسك حبيبي كلماتي و أدعو لي أن تؤنسني ذكرياتنا الدافئة...
زوجتك المحبة المخلصة دائماَ
................... "
................... "
- 19 –
عام مضى و بقيتِ غالية
" عام مضى وبقيتِ غالية
لا أنتِ هنتِ
ولا الهوى هان "
بتلك الأبيات القليلة ذيلت خطابك.. كان هذا خطابك الأول منذ عام كامل.. بتلك الأبيات أردت أن تطمئنني أنك لازلت تذكرني.. لازلت تهواني وتذكر أن أبيات نزار تطربي..
وتأسرني وتقنعني..
لكن للأسف، لم تعد كلماتك تعنى لي شيئًا.. لم اطمئن.. ولم ارتعش شجنًا..
ففي هذا العام تغير الكثير..
في هذا العام ماتت حبيبتك.. ماتت غاليتك وولد بدلًا منها مسخًا..
مسخًا له ذات الملامح وذات الاسم والعنوان..
لكنه بلا روح ولا قلب ولا مشاعر..
وكيف تتوقع منى أن أحيا وقد تركتني وحيدة في وجه الطوفان ؟!!
عام كااااااااااامل ؟!!
عام كامل بلا كلمة واحدة تطمئنني أنى لا أزال اسكن ذاك الركن العالي المنفرد في قلبك ؟!!
عام كامل بلا اتصال واحد يعيدني للحياة ؟؟!!
تغير الكثير عزيزي، فقد اضطررت لقتل حبيبتك كي أستطيع أن أحيا بلا حب..
اضطررت أن اقتل ملاكك حتى اصمد في وجه الشياطين..
ليتك ما تركتني حبيبي..
ليتك صدقتني حين قلت لك أني سأموت في بعدك...
ليتك..
- 20 –
لا داعِ للقلق
" لقد فازت قصيدتك بجائزة عالمية وسيتم تكريمك في باريس الأسبوع القادم "
غمرتني فرحة لا توصف.. هذه القصيدة بالذات كتبتها لأجلك.. شعرت بقلبي يكاد يخترق صدري
من وثباته الفرحة المجنون.. و وجدتني - لا إراديًا - أطلب رقم هاتفك كي تكتمل معك فرحتي.
مرت ثوانٍ من الصمت بينما يتم الاتصال، فكرت أثناءها في فرحتك بي، فكرت في عينيك المملوءتين بالفخر والاعتزاز بي..
فكرت في عاصمة الحب والنور التي سنخطو أولى خطواتنا بها معًا.
أفقت من خواطري على صوت الرسالة المسجلة..
" الهاتف الذي طلبته ربما يكون مغلقًا.. من فضلك أعد المحاولة في وقتٍ لاحق "
انتابني القلق لثوانٍ ثم أفقت بعدها و أدركت انه لا داع للقلق..
فلا يمكن أن يصيبك ما هو أكثر من الموت الذي اختطفك منذ شهور.
غمرتني فرحة لا توصف.. هذه القصيدة بالذات كتبتها لأجلك.. شعرت بقلبي يكاد يخترق صدري
من وثباته الفرحة المجنون.. و وجدتني - لا إراديًا - أطلب رقم هاتفك كي تكتمل معك فرحتي.
مرت ثوانٍ من الصمت بينما يتم الاتصال، فكرت أثناءها في فرحتك بي، فكرت في عينيك المملوءتين بالفخر والاعتزاز بي..
فكرت في عاصمة الحب والنور التي سنخطو أولى خطواتنا بها معًا.
أفقت من خواطري على صوت الرسالة المسجلة..
" الهاتف الذي طلبته ربما يكون مغلقًا.. من فضلك أعد المحاولة في وقتٍ لاحق "
انتابني القلق لثوانٍ ثم أفقت بعدها و أدركت انه لا داع للقلق..
فلا يمكن أن يصيبك ما هو أكثر من الموت الذي اختطفك منذ شهور.
-21 –
أخيرًا
أربعة وعشرون عامًا وأنا جارية في قصرك
أربعة وعشرون عامًا و أنا أجني عاقبة طمع أبي وأمي حين باعوني لك
ماتا و لم ينالوا قرشًا واحدًا من أموالك
لم يؤسفني هذا كثيرًا بل شعرت وكأنها عدالة السماء
لكنني لم أعد أطيق حياة الجواري لابد من حل.. بالتأكيد هناك حل
رفعت اليوم قضية أطالب فيها بالطلاق منك
سيكون هذا متعبًا قليلًا لأن عذابي معك ليس مشهودًا لكن... هذا المحامي الخبيث يمكنه فعل الأعاجيب.. بالتأكيد سيجد لي مخرجًا ما
وصلك اليوم إعلان المحكمة.. توقعت أن يرديك قتيلًا بالصدمة لكنك أصلب مما توقعت أيها العجوز.. لا يؤسفني شيء إلا اضطراري للإنفاق على نفسي، لا يمكنني أن أطالبك بمال بعد أن علمت بأمر القضية.. لكن لا يهم.. لكل شيء ثمن
ياااااااااااااه.. ستة أشهر كي يحددوا ميعاد جلسة الحكم في القضية !!
المحامي يؤكد لي أنه لولا امتلاكي للأموال الطائلة التي دفعتها لما حصلت على الجلسة بعد ستة أشهر ولا حتى بعد ست سنوات.
تبًا للروتين وتبًا لهذا المحامي الخبيث أيضًا.. يكلمني عن الأموال وكأني بنك متنقل، لا يعلم أنها ثمن أربعة وعشرون عامًا من أحلى أيام عمري.. لكن لا يهم.. سأشتري ما بقى بما مضى.. مهما كان الثمن.
اللعنة تأجلت القضية مرة أخرى.. متى أحصل على هذا الحكم اللعين !!
أخيرااااااااًا.. أخيرًا بعد خمسة وعشرون سنة من حياة الجواري بإسم الزوجية حصلت على الطلاق.
أخيرًا سيمكنني أن اصرخ في وجهك معلنة لك مدى كراهيتي لك.. واحتقاري لك.. وتقززي منك.
أخيرًا سأحصل على حريتي.. على حياتي..
لعنة الله على هذه الثروة التي باعني أهلي لأجلها.
لا لن أكتفي بأن يصلك إعلان المحكمة وحكمها بالطلاق
لابد أن أقول لك الخبر بنفسي
لن تخمد نيران قلبي دون أن اتشفى فيك
لابد أن أرى نظرة الحسرة في عينيك و أنت تراني أبتعد ولا تملك أن تعيدني بالقوة
و أنت تراني حرة
لابد أن أرى الإنكسار في عينيك ولو لمرة واحدة في حياتي
مات ؟!! مات بعد طلاقي منه بساعة واحدة ؟؟
مات قبل أن يصله الخبر !! مات قبل أن يعرف أني انتصرت عليه ولو لمرة واحدة
مات وأنا التي تخيلته خالدًا كالموت ؟!!
مات وضاعت حقوقي بكلمة من المحكمة ؟؟
ضاعت سنين عمري الخمسة وعشرين ؟؟ ضاعت وحتى نظرة الانكسار لم أحصل عليها ؟؟
أربعة وعشرون عامًا و أنا أجني عاقبة طمع أبي وأمي حين باعوني لك
ماتا و لم ينالوا قرشًا واحدًا من أموالك
لم يؤسفني هذا كثيرًا بل شعرت وكأنها عدالة السماء
لكنني لم أعد أطيق حياة الجواري لابد من حل.. بالتأكيد هناك حل
*****
سيكون هذا متعبًا قليلًا لأن عذابي معك ليس مشهودًا لكن... هذا المحامي الخبيث يمكنه فعل الأعاجيب.. بالتأكيد سيجد لي مخرجًا ما
*****
******
المحامي يؤكد لي أنه لولا امتلاكي للأموال الطائلة التي دفعتها لما حصلت على الجلسة بعد ستة أشهر ولا حتى بعد ست سنوات.
تبًا للروتين وتبًا لهذا المحامي الخبيث أيضًا.. يكلمني عن الأموال وكأني بنك متنقل، لا يعلم أنها ثمن أربعة وعشرون عامًا من أحلى أيام عمري.. لكن لا يهم.. سأشتري ما بقى بما مضى.. مهما كان الثمن.
*******
******
أخيرًا سيمكنني أن اصرخ في وجهك معلنة لك مدى كراهيتي لك.. واحتقاري لك.. وتقززي منك.
أخيرًا سأحصل على حريتي.. على حياتي..
لعنة الله على هذه الثروة التي باعني أهلي لأجلها.
********
لابد أن أقول لك الخبر بنفسي
لن تخمد نيران قلبي دون أن اتشفى فيك
لابد أن أرى نظرة الحسرة في عينيك و أنت تراني أبتعد ولا تملك أن تعيدني بالقوة
و أنت تراني حرة
لابد أن أرى الإنكسار في عينيك ولو لمرة واحدة في حياتي
*****
مات قبل أن يصله الخبر !! مات قبل أن يعرف أني انتصرت عليه ولو لمرة واحدة
مات وأنا التي تخيلته خالدًا كالموت ؟!!
مات وضاعت حقوقي بكلمة من المحكمة ؟؟
ضاعت سنين عمري الخمسة وعشرين ؟؟ ضاعت وحتى نظرة الانكسار لم أحصل عليها ؟؟
- 22 –
ثورتي الأخيرة
سأثور عليك ثورتي الأخيرة
وأتحرر من حبك...
وأقتلك في قلبي...
... ثم أنتحر !
-23-
دبلة.. خاتم.. محبس
هي كل ما يذكرها أنها زوجة
لذا تنفست الصعداء حين هاجمها هؤلاء المتسكعون في الشارع ليلًا
وسرقوا الدبلة والخاتم والمحبس
الآن.. يمكنها الخلاص
-24-
أرجوك
كف عن استجدائي
لن أمنحك قلبي أبدًا بعد أن حطمته بيديك
لا لأني لم أسامحك
أنا أبدًا لم أغضب منك
لكن....
حبي لك الذي منعني من كرهك
يمعني أن أمنحك قلبًا محطمًا
-25-
عندما رحلتْ قالوا لي : لا تجزعي.. إن الموت حق
فلماذا إذن يلومونني كلما طالبت بحقي
...في الموت ؟!!